كل واحد منا معرض لان يمر بأزمة .. صحية.. مالية.. عاطفية.. إلخ. والازمات تمر تباعا.. منها الازمات العارضة.. ومنها الازمات المزمنة.. منها الخفيفة .. ومنها الثقيلة .. ومنها ما يمكننا التعامل معها بأنفسنا، ومنها ما يلزم فيها الاستعانة بصديق.. وأي صديق؟ بالنسبة للصديق ينبغي التدقيق في الاختيار، لان سوء الإختيار قد يفاقم الازمة ولا يحلها او يخفف منها.. علاوة علي اننا نكون قد بحنا ببعض الاسرار التي يخشي ان يتعامل معها الصديق- ان لم يكن صديقا بحق- ان يتعامل معها بغباء أو بسوء نية.. والمفروض اذا مررنا بأية ازمة مهما كان نوعها او درجة شدتها، ان نتحلي في مواجهتها بالثبات ورباطة الجأش.. فهذا هو نصف الطريق إلي حلها سواء بالتعامل معها او بالالتفاف حولها وتركها للزمن.. فمن الازمات مالا علاج لها الا تركها للزمن الذي يخفف من وقعها علينا، علاوة علي ان الزمن قد يسمح بظهور حل او علاج لها علي وجه من الوجوه.. طبعا الازمات الصحية- وقانا الله وإياكم منها- فلمن ألمت به ان يبحث عن العلاج الذي يكون لدي الاطباء المتخصصين، وكلما اسرعنا باللجوء إلي الاطباءكانت فرصة الشفاء اكبر وأسهل، فتأجيل اللجوء إلي الاطباء او تجاهل ما نعاني منه إلي ان تزداد وطأته علينا- كما يفعل البعض- ليس ابدا في المصلحة، ففي التعجيل تكون لدي الاطباء فرصة للسيطرة علي المرض ومنع تفاقمه، وكذلك منع تأثيراته السلبية علي اعضاءاخري في الجسم.. وبالنسبة للازمات المالية، فالاولي والاجدي منع حدوثها اصلا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا.. ومن الوصفات الشائعة والناجعة في هذا المجال الا نضع البيض كله في سلة واحدة.. ثم نعالج الامور بهدوء ودون انفعال او مغامرة.. ويستحسن اللجوء إلي الخبراء الموثوقين لطلب النصح والمشورة.. وفي لحظة معينة قد تبدو الصورة قاتمة.. ولكنها تنفرج بعد حين .. فلننتظر قليلا حتي تتضح الامور وتبدأ الازمة في الانحسار التدريجي.. وهذا يحدث عادة مالم نتعجل ونتصرف بعصبية. والازمات العاطفية قد تكون مؤلمة أشد الألم، حين يفاجأ الانسان بأنه كان مخدوعا او ان الطرف الاخر قد استغل طيبته وثقته وفعل مالم يكن في الحسبان.. وفي مثل تلك الازمات فالحل ان يتمسك الانسان بإتزانه، والا يتصرف بإندفاع او في عجالة زائدة.. فقد يكون هناك سوء تفاهم.. او يكتشف ان الطرف الاخر لم يكن اهلا للثقة من اساسه وان البعد عنه غنيمة، وان كانت هناك بعض الخسائر.. وقد يكون اللجوء إلي صديق او لشخص ذي خبرة- طلبا الإستشارة- أمرا ضروريا في بعض الاحيان.. المهم الا نرتكب اخطاء او خطايا، قد تزيدالامور سوءا وتعقيدا. والازمات العائلية او الاسرية، الوقاية منها دائما افضل من العلاج، ومن الخير ان نعالجها بهدوء وتروي،مع إمكان اللجوء إلي شخص نتوسم فيه الصلاح، فلعله يفلح في علاج الازمة وإعادة المياه إلي مجاريها. أعاننا الله علي إجتياز الازمات بأنواعها، متوكلين علي الله »ومن يتوكل علي الله فهو حسبه« »الطلاق 3« وبالاستعانة بالصبر والصلاة »وإستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين« »البقرة 351«..