حتي وإن كانت نجوميته قد تأخرت كما يقال.. فشريف منير استطاع أن يصنع علاقة خاصة مع جمهوره منذ أول ظهور له رحلة المليون وحتي نجاحه المدوي.. أخيرا في ولاد العم رحلة شريف ونجاحاته وتناقضاته وأحلامه.. ناقشناها معه في الحوار التالي: * بعد نجاحك في سهر الليالي قلت انك تشعر بأنك قد قطفت أحلي ثمرة فاكهة.. ماذا تقول بعد ولاد العم؟ **أقول أنني قد حصلت علي أحلي بستان فاكهة!.. فدادينه مملوءة بأجمل ومختلف انواع الفاكهة كلها أصبحت يين يدي والحمدلله لذلك فأنا الآن في قمة سعادتي ورضائي الفني.
* قلت أيضا أنك تتمني العمل مع كريم عبد العزيز.. وقد تحقق ذلك.. من بعد كريم؟ **روعة وجمال ولاد العم بالنسبة لي هو أنه قد حقق لي ثلاث أمنيات دفعة واحدة! فأثناء عملي مع المنتجة اسعاد يونس في فيلم الشياطين قلت لها أنا نفسي أشتغل مع كريم وقالت لي: ربنا يسهل.. وفي سهر الليالي جمعني مشهد واحد مع مني زكي وقلت لها مني عيني اعمل معاكي فيلم,.. وزمان عملت مع شريف عرفة في فيلم عودة مواطن وكان وقتها مساعد مخرج وبعد ذلك ظللت اراقبه في افلامه الناجحة واحلم بالعمل معه.. وعلي فكرة هو صديقي من أيام اعدادي وكلما قابلته اقول له نفسي اشتغل معاك فيقول لي عندما يحين الوقت المناسب.. ثم جاء ولاد العم ليجمعني بكريم عبدالعزيز ومني زكي وشريف عرفة في فيلم واحد!! وكأن الله اراد أن يرضيني أو يشعرني برضاه عني فقد حقق لي أكثر مما احلم به بعد طول الصبر.
* هل كنت واثقا من تحقق النجومية بالرغم من تأخرها؟ ** مررت بمراحل عديدة.. ففي بعض الأوقات كنت أمر اشعر بالإحباط خصوصا عند ضياع أحد الأدوارالهامة مني وأشعر أن بداخلي طاقة لا استطيع التعبير عنها كما أحب وفي اوقات اخري كنت أشعر بالأمل وأتمسك بعدم قبول أي دور يقلل من المكانة التي وضعني فيها الجمهور خاصة بعد فيلم ابناء وقتلة مع عاطف الطيب والذي قدمت فيه دورا محوريا أمام محمود عبد العزيز.. المهم أنني ظللت أتأرجح بين الأمل والاحباط حتي ازداد التزامي تجاه ربنا فاطمأننت إلي أن كل شيء بميعاد ولا شيء يتأخر أو يتقدم عن موعده المهم أن انتقي ادواري جيدا واجتهد فيها وبعد ذلك حدثت لي عدة مواقف أثبتت لي أنني علي الطريق الصحيح!
* وما اهم هذه المواقف؟ ** أهم هذه المواقف هو أنني كنت أمر بأزمة مالية كبيرة واضطررت وقتها لقبول عرض مسرحي قطاع عام علي مسرح البالون واثناء ذهابي للتعاقد جاءتني مكالمة تليفونية من الزعيم عادل امام يبلغني فيها أنه يريدني معه في فيلم عريس من جهة امنية في دور يعتبر من اعمدة الفيلم الرئيسية! وشعرت بالذهول عندما فكرت فيما كنت ذاهبا مرغما إليه وكيف استبدله لي الله بعرض عمل مع أكبر فنان في مصر.. وبالفعل أصبح الفيلم من أهم محطاتي الفنية حيث نقلني إلي مكانة جديدة في السينما ظلت في تصاعد حتي توجها ولاد العم.
* برغم نجاحك في ولاد العم تقول عنه دائما أنه فيلم كريم عبد العزيز.. هل هذا تواضع!؟ **لا هذه هي الحقيقة فالفيلم اتباع باسم كريم عبد العزيز وقد نجح كريم جدا وشدني معه إلي هذا النجاح ونورني أما مني زكي فهي كانت منورة من قبل ولاد العم عندما قامت ببطولة احكي يا شهر زاد.. لكن أنا كنت في حاجة لمن يضعني في هذه المكانة.
*بماذا تفسر نجاحك الكبير في ولاد العم الذي لم يقابله نفس النجاح في افلام من بطولتك مثل قص ولزق والشياطين؟ ** كل فيلم له ظروفه الخاصة وفيلم قص ولزق تم عرضه قبل امتحانات الثانوية العامة وهذا توقيت لا دخل لي فيه علي الاطلاق إذ ان الموزعين هم المتحكمون الوحيدون في عدد السينمات وتوقيت العروض وهم لهم حسابات خاصة جدا بهم لا يعلمها أحد.. أما فيلم الشياطين فلم ينل حظه من الدعاية الجيدة بالاضافة إلي أنه لم يصرف عليه انتاجيا بالرغم من انه فيلم أكشن ومن المعروف أن ميزانيته يجب أن تكون عالية وهذا مالم يحدث ولامفر أيضا من ان اقول أن الكاب تينج كان ضعيفا فلم يكن بالفيلم أبطال سواي!! كل هذه الاسباب ادت إلي عدم تحقيق الفيلمين للنجاح المطلوب والدليل علي ذلك هو أنني عندما شاركت في ولاد العم بإنتاج جيد واخراج جيد فربق عمل جيد حققت النجاح بشهادة الجميع.
* نجاح ولاد العم في الوقت الذي يقال فيه ان السينما تمر بحالة هبوط.. كيف تفسره؟ ** أفسر نجاح ولاد العم بأن هناك جيلا كاملا من الممثلين الجيدين والناجحين لكن أزمة السينما ليست في ذلك الجيل بل في ندرة وقلة الوجوه الجديدة الصاعدة فطوال سنوات عديدة لم تفرز السينما إلا عدد قليل يعد علي اصابع اليد ومعظمهم من الشباب مثل آسر ياسين وعمرو سعد وباسم سمرة أما البنات فحظهن اقل من ذلك.. وفي نفس الوقت توجد أزمة في النصوص المكتوبة للجيل الأكبر سنا والذين يقدمون دور الأب والجد والخال والعم كل هذه الأدوار لانراها في الأفلام وإذا رأيناها فتكون بصورة لا تحترم تاريخ أو حجم الممثل وهذا لا يقبله أحد ولابد من تصحيحه.
* ما رأيك في أفلام العشوائيات والتي انتشرت في الفترة الأخيرة؟ ** أنا ضدها تماما ولا اتفق مع حجة أن هذا هو الواقع وعلينا تقديمه.. من قال أنه من المفروض أن نقدم كل الواقع في السينما؟! بصراحة هناك من يشمتون بنا ولا يصح أن يرونا هكذا.. فمصر هي اعظم بلد في العالم واحنا أجدع ناس برغم هذا الواقع. *افهم من كلامك أنك لن تشارك في هذه النوعية من الأفلام حتي لو كانت من اخراج خالد يوسف؟! ** لن اقبل المشاركة في مثل هذه الافلام حتي لو كانت من اخراج ستيفين سبيلبرج وليس خالد يوسف.
* هل صحيح أنك قمت بعمل اختبار كاميرا للاشتراك في الفيلم الأجنبي مملكة الجنة ولم يتم اختيارك؟ ** هذا صحيح لكنه منذ فترة طويلة حيث طلبت مني نشوي الرويني عمل هذا الاختبار لان صناع الفيلم يريدون ممثلا مصريا وبالفعل قمت به لكنهم رأوا أن ملامح خالد النبوي مصرية أكثر من ملامحي فاختاروه. * هل سبب هذا لك.. الاحباط؟ ** لا أبدا فقد كانت مجرد تجربة جديدة أردت خوضها في وقت لم أكن مشغولا فيه بشيء في مصر.
* إذن لم تكن تعتبر أنها خطوة إلي العالمية؟ ** أولا ليس كل من قام بدور في فيلم أجنبي يصبح ممثلا عالميا.! نحن في مصر ليس لدينا سوي ممثل عالمي واحد هو عمر الشريف الذي قام ببطولات افلام عالمية عديدة أمام نجوم عالمييه كبار.. ثانيا أنا لا أطمح إلي العالمية بل انني حتي لا أفضلها..لسبب بسيط جدا هو أنني أعشق مصر ولا استطيع الابتعاد عنها لأكثر من اسبوع وبعده يصيبني الاكتئاب!! وعندما كنا نصور ولاد العم في جنوب افريقيا كان الشيء الوحيد المعكنن علي هو أنني بعيد عن مصر.. لذلك إذا جاءتني فرصة للاشتراك في فيلم اجنبي سأقبل بشرط أن أسافر اسبوعين اقوم بدوري واعود فورا إلي مصر.. بل أكثر من ذلك إذا عرض علي المشاركة في فيلم اجنبي أو بطولة فيلم مصري فسأختار الفيلم المصري بلا تردد!!
* ولاد العم وضعك في مكان جديد علي خريطة السينما.. ماذا بعد؟ ** افكر الآن في بطولة فيلم خفيف فقد تعبت جدا من الأدوار الصعبة خصوصا أن مسلسل بره الدنيا الذي سنبدأ تصويره مع نسرين امام واخراج مجدي ابو عميرة بعد أيام قليلة أقوم فيه بدور درامي صعب جدا أيضا.. لذلك اتمني أن يكون فيلمي القادم في منطقة مختلفة هي منطقة الحاجات الخفيفة!
* ألا تخشي ألا يحقق نفس نجاح ولاد العم؟ ** ليس بالضرورة أن يحقق نفس النجاح فمن الطبيعي أن تكون هناك مستويات مختلفة للنجاح وأن يكون كل فيلم علي مستوي مختلف.. المهم ألا يقع الفيلم.. ومع ذلك فهناك أفلام خفيفة حققت نجاحا كبيرا مثل تيمور وشفيقة وغيره.
*ومتي تفكر في العودة إلي المسرح بعد نجاحك الكبير في كده أوكيه منذ عدة سنوات؟ ** كل تركيزي الآن هو أن ادعم نجاحي السينمائي الذي تحقق ب ولاد العم بفيلم آخر يؤكد هذا النجاح.. وبعد هذه الخطوة لابد أن أعود إلي المسرح لان الناس من حقها علينا أن ترانا لايف وهذا لايتم إلا من خلال المسرح.
* معروف عنك أنك تحمل في شخصيتك الكثير من التناقضات.. هل تتفق معي في ذلك؟ ** كل نفس بشرية تحمل مجموعة من التناقضات.. وعند الفنان تصبح هذه التناقضات ضرورة لانها تساعده علي اكتشاف دهاليز نفسه كما انها تجعله يعيش مجموعة من الشخصيات التي يفرزها أثناء أدائه التمثيلي وأنا بالفعل عندي مجموعة تناقضات فالبرغم من أنني أحب الهوايات العنيفة مثل ضرب النار وركوب الموتوسيكلات إلا أنني في نفس الوقت شديد الحنان مع اولادي! كما أحب جدا آلة الدرامز أحب ايضا البيانو واستمتع جدا بهذه المتناقضات وأحاول أن استفيد بها بتوجيهها إلي الفن!