الدنيا مسرح حكايات.. روايات.. مزادات.. مُلك منظمه ربك.. لا يهمه رسمك أو صورتك خلقك عارف إيه اللي بتخفيه عن نفسك ولنفسك في حنايا القلب وصدرك.. الصدق هرب من بين الكلمات والكدب المعجون بالزيف بقي هو المبدأ.. والملجأ وصاحب الكلمة العليا والعالية علي الصعلوك والبشوات.. وبلدنا بقت سيرك كبير مليان بهلوانات. قبل ما يبدأ سيرك الحلو.. لازم الحلو يتاكل في البروفات.. بروفة التربيزة.. نلقي كلام من نار توزيع أدوار.. لكن من تحت التربيزة لسان البهلوانات يدلدل علي الجنيهات ألوفات ألوفات وجيوب مفتوحة تستني البدلات والعلاوات وبطون عطشانة وجعانة كانت تتنشق علي شقة فول.. دلوقت عرفت سكتها للسالزون والمزات وكل ما كترت أيام البروفات للهبلوانات يحفظ دوره المرسوم بالمللي ويا ويله وسواد ليله لو نسي جملة أو حرف أو قرش أو ألف.. من الكلمات والحوارات وده كله معمول بأصول بره الميزانيات. وفي يوم العرض الرسمي كل الجماهير بتحب السيرك تضحك م القلب ع البهلوانات.. المكياج مالي الوش المنفوش المغشوش القرد يتنطط ع المسرح. تشده بالراحة يعملك في ثواني عجينة الفلاحة.. والأسد المغوار الجبار يزعق ويقول أنا جبار.. ولو دورت علي أصله وفصله تلاقيه كان فار.. صرصار.. واقف ع الباب مستني الحسنة والنفحة من رب النعمة. شوفت في يوم من الأيام جلاليب صبحت أصنام.. خرساء.. عمياء ماشية ورا الصنم الأكبر بتسبح بالحمد وبالشكر وبتبوس الايد وش وضهر.. وبتمشي وراه وتصلي من غير لا وضوء ولا طهارة ولا حتي بيتيمم.. عيونهم دائما في الأرض محنية راكعة وساجدة قدامه بتتحول في ثوان لعبيد للسلطان.. واقف في الأول والكل تمام أول ما يسمي ويصلي يصبحوا دراويش حناكيش.. من أهل الخطوة وهو طاووس منفوش عمال يطعم في الفم وبيملي كروش.. تتحول من عبادتها للرحمن.. للصنم الواقف القاعد علي كرسي السلطان وكأنه إمام. الله يا سلام لما البلهوانات تنسي ماضيها وقذارة رجليها وإيديها وقلوبها السودة العتمة.. الضلمة تسب وتلعن فيه بعد ما ينزل من الكرسي.. وتقولك وشرف أمي أنا كنت مخللي السلطان خدام عندي جبان.. ومن يوم بطن أمي ماجبتني للدنيا وأنا أشرف م من أبو خاش السلطان الملعون المجنون الفلتان العدمان الصدمان. وتفوت الأيام ونلاقي البلهوانات يلبسو ستات والشنب المرسوم علي الوش تشطبه في ساعات ويكمل دوره مع حكاية جديدة من الحكايات والروايات.. تمثيل.. تضليل.. تهليل.. تجبيل لسلطان السلاطين اللي ركب ع الكرسي في ثواني ودقايق ملك الحكايات. آه علي زمن الرجالات والبطولات والصولات والجولات لما يفوت ويعدي ويتفرج ع البلهوانات وكأن يناير.. كان فاير.. داير.. حاير.. وربيع الدنيا طفح من بطن الوطن العربي أمراض وخفايا وسجايا.. ونوايا.. كانت نايمة تحت الكرسي.. وتحت العجلات.. ويقولوا أحنا الأبطال الشجعان إللي وقفنا في وش السلطان.. وهي كده الدنيا سيرك كبير مليان بهلوانات.. وما عنديش غير كلمة جميلة.. أصيله.. لكل الرجالات.. أن البطن يا صاحبي دايما قلابة بتجيب شنبات وتجيب ستات.. وبتجيب بهلوانات.