قل اسم كاتب واحد كان يعارض مبارك بوضوح وبقوة وبحسم وبحزم وبالاسم وبالمقال والكتاب والندوة ويقف الآن مؤيدًا لمرسى! مستحيل..
فقط الذين كانوا يلعبون على الحبل أيام مبارك عادوا يلعبون على نفس الحبل أيام مرسى.
الذين ظهر أنهم معارضون لمبارك قوى جدا خالص، لكن فقط بعد تنحيه هم الذين يكتبون الآن لتزيين مرسى بعد توليه.
هؤلاء الذين لم يتوقفوا عن الزنّ على الناس باليأس أيام النظام السابق وكانوا من مروّجى العقلانية فى مواجهة سيطرة الحزب الوطنى والتعامل مع محاسن ومزايا وريثه هم ذات أنفسهم الذين يتحدثون عن مرسى الذى جاء بالصندوق (هل لعب وتلاعب أحد بالصندوق؟ هل تحققتم من المطابع الأميرية؟ أبدًا، إنها الطرمخة)!
الثابت أن محجوب عبد الدايم يغلب علِى طه فى أى معركة نفاق للسلطة.
إن قدرة محجوب عبد الدايم على بيع نفسه خارج أى منافسة.
ولا أظن أن حوارًا حقيقيًّا جرى بين علِى طه ومحجوب عبد الدايم لا فى فيلم «القاهرة 30» (رواية نجيب محفوظ كان عنوانها الأصلى «القاهرةالجديدة») ولا جمعهما حوار فى واقع القاهرة 2013.
هؤلاء المحجوبون عبد الدايم يذكِّرونك بمسرحية «البهلوان»، التى كتبها يوسف إدريس عام 1983، «زعرب» الذى يثبت نجاحًا فائقًا فى امتحان التقدم للعمل بهلوانًا فى سيرك، يسأل مديرُ السيرك زعربَ البهلوان: إزّاى واحد محترم زيّك يا حسن بك رئيس تحرير قدّ الدنيا ومشهور جدا، وإشى إذاعة وتليفزيون، وتعليقات وأحاديث.. راجل زى ده.. إيه يخليه يوطّى نفسه، ويشتغل بهلوان بالليل فى السيرك بتاعنا ده؟!
حسن زعرب، رئيس التحرير البهلوان، يقفز على الحبل بنجاح ساحق ويرد عليه: عشان أتوازن..
حسن يواصل البهلوانية فى الجريدة من أجل إرضاء السيد الجديد، وفى الوقت نفسه يمارس عمله بهلوانًا فى السيرك على أفضل ما يكون ونسمعه يقول فى لعبة المشى على الحبل أمام الجماهير: «ماتخافش يا واد.. ده إحنا أساتذة فى المشى على الحبل، ده الواحد مننا يتولد ماشى على الحبل، ويفضل ماشى عليه لغاية ما يموت، وفى الآخرة برضه بيمشى على الصراط المستقيم، والجدع يا واد هو اللى مايقعش، وانت جدع، اللى بيسوق ماشى على الحبل واللى ماشى بيسوق على الحبل.. المسؤول على الحبل والموظف متشعبط فيه، رئيس التحرير على حتة دين حبل، حبل إنما خازوق، حبل واقف إذا فضل عليه مخزوق، وإذا وقع يتخزوق أكتر.. الكراسى عندنا حبال والبيوت حبال، إذا سبت الحبل ومشيت على الأرض يقولوا عليك جبان أكّيل عيش وأرزقى، وإذا انقطع بيك الحبل وانقطع عيشك يقولوا هوّا اللى غلطان، مين اللى قال له يمشى على الحبل.. أيها الحبل كم من الجرائم تُرتكَب باسمك».
لا بهلوانات جددًا حتى الآن بل هم البهلوانات القدامى، أحفاد محجوب عبد الدايم.. وكمان من غير سعاد حسنى!