يبدو ان عيد الاضحي قد بدأ مبكرا جدا في مصر.. بعد ان تصور عدد كبير من المرشحين الذين تقدموا للفوز بالترشيح النهائي لانتخابات مجلس الشعب انهم كانوا ضحية.. وقد كان بعضهم كذلك فعلا.. وكانت التضحية بهم هي السبيل الوحيد لاكتمال »مناسك« الانتخابات. في البداية اقول لهؤلاء الذين غضبوا انهم حسبوها غلط.. لان قواعد لعبة الانتخابات كانت واضحة جدا امام الجميع.. واختيار احد المرشحين للترشيح النهائي هو امر متوقع.. وغضب هؤلاء يعني انهم لم يكونوا مقتنعين بالمبدأ الذي تقدموا تحت لوائه.. ولم يكونوا مؤهلين لتقبل النتيجة بمعني اصح.. لم يكونوا علي اقتناع كامل بقواعد اللعبة. اقول لهؤلاء ايضا ان حجم الغل والانتقام اللذين ظهرا في تصريحاتهم يؤكد انهم في سنة اولي سياسة.. او في »كي جي وان« لانهم ينظرون تحت اقدامهم فقط.. وطبقوا المثل البلدي الذي يقول »فيها لأخفيها« وهو مثل يصور حالة شديدة من المصلحة الشخصية والنظرة الذاتية المتعالية.. يا أخي اذا لم تعجبك قواعد اللعبة.. لماذا لعبتها من الاساس. يا أخي اذا كنت قادرا علي الفوز بدراعك لماذا لجأت الي ذراع قوية تحميك.. واذا كان هذا هو رد فعلك في انتخابات حزبية داخلية.. فماذا سيكون رد فعلك لو كان الشعب قال كلمته فيك بصراحة يوم الانتخابات العامة. الامر ببساطة هو ان اي انتخابات في الدنيا مجرد لعبة.. ادواتها معروفة.. حتي لو اختلفت قواعدها من بلد لآخر.. او من دائرة انتخابية لأخري، والذين كانوا يطمعون في الحماية الحزبية من اجل الحصانة البرلمانية لابد انهم كانوا يعرفون ان هذه ستكون هي النتيجة. واخيرا فهذه ليست اخر انتخابات في الدنيا.. وهناك انتخابات اخري كثيرة.. وهذه الصبيانية السياسية التي نراها ونسمعها من بعض الذين كانوا مرشحين اويرغبون في الترشح قد اغلقت امامهم ابواب الانتخابات القادمة.. ايا كان موعدها. اعود الي الانتخابات نفسها.. فقد كان الناس في انتظار برامج الاحزاب والمرشحين المستقلين حتي نحدد علي اساسه اختياراتنا لانتخاب اعضاء البرلمان، خاصة اننا شهدنا من البرلمان الماضي عددا كبيرا من الصور السلبية التي نتمني لها الا تتكرر.. بدأ الحزب الوطني بطرح شعاره وبرنامجه بكلمة من الرئيس مبارك وبعرض للبرنامج من امين السياسات.. وهو برنامج حكومة لا برنامج حزب لذلك فقد جاء قويا ومحترما ولامسا لكل القضايا الجماهيرية.. وان كنا ننتظر الا يتوقف الامر عند برنامج مثالي كهذا.. وان تكون هناك قرارات نافذة واجراءات فاعلة من اجل تحقيق هذا البرنامج. ونحن في انتظار برامج الاحزاب الاخري.. والمرشحين المستقلين.. والتي يجب ان تكون برامج مقنعة تعتمد علي اجراءات وحلول وليس مجرد قدح وذم وانتقاد وغم. نحن في انتظار تلك البرامج لان اختياراتنا ستكون من عقولنا وليس من اذاننا.
كل سنة وانتم طيبون.. عيد سعيد علينا جميعا.. وبمناسبة عيد الاضحي.. فقد ضحيت بهذا المكان الذي اكتب فيه منذ خمس سنوات الي مكان اخر في الصفحة المقابلة يوم الخميس.. فإلي اللقاء.