القضايا النائمة استيقظت .. فبدأ »الردح«.. واندلعت المعارك الإعلامية المؤكد ان لاعبين ونجوما يتناولون المنشطات في الدوري.. لن تخلو الملاعب من هذه المخالفة الجسيمة وربما تكون وباء ونحن لاندري مادامت مصر بكل حجمها قد تأخرت هذ الوقت الطويل قبل ان تبني معملا للتحليل وفق المعايير الدولية رغم ان الانشاءات الرياضية الاخري تحظي بكثير من الاهتمام وتضاف اليها انشاءات اخري ومراكز بدون عائد يساوي تكلفتها بينما نحن في حاجة الي معمل يحمي اهم مسابقاتنا من الغش.. والحديث عن المنشطات فرضه انتقال الاهلي والزمالك من حرب النجوم التاريخية المعروفة الي حرب المنشطات الغامضة التي بدأت الآن بتراشق ينبيء بمعركة اولي بين القطبين تلميحا وايحاء بأن كل طرف يستخدم المنشطات.. وكالعادة القي الاهلي بالاتهامات والتلميحات عبر وسائل اعلامه بدون ظهور رسمي هي طبيعة الاهلي في معاركه الخفية التي يمهد لها بنيران اعلامية اولا قبل ان يقرر الدخول مباشرة الي ارض الميدان.. بينما مارس الزمالك ايضا عادته بأن يكون مباشرا ومتجاوزا مرحلة التمهيد النيراني الاعلامي الي اطلاق الاتهامات عبر مسئولية حتي لو جاءت »مجهلة« بدون اسماء.. وهو حاليا يطالب علنا اتحاد الكرة بالكشف عن المنشطات . وأيضا كعادته لم يكن اتحاد الكرة مشغولا في يوم من الايام بأي شيء »ينظف« المسابقات المحلية من الشوائب سواء شائبة التحكيم او فوضي الانتقالات او التلاعب في المباريات او شغب المدرجات واخيرا حظر المنشطات.. كل مايهم الاتحاد ان تبدأ مسابقة وتنتهي »ويهضم« خلالها الانتقادات المعنية فقط بانتظام الدوري وكأن انتطامه هو الغاية الاساسية لاقامته وليس وسيلة من بين عدة وسائل للوصول الي منافسة قوية عادلة نظيفة فنيا واخلاقيا لاتستمد قوتها فقط من منابع إثارتها الوهمية وخصوماتها وجماهيريتها.. هذا كله لايشغل بال الاتحاد ونستقبله نحن برد فعل بارد بتأثير عادة أن يخطيء الاتحاد ونحن ننتقد وينتهي الامر عند هذا الحد.. فلا المخطيء يصحح ولا »الناقد« يتوقف ويستمر قطار الكرة في السير بكل عيوبه وأعطاله الي ان تحدث كارثة تؤدي الي تدخل جراحي متأخر.. وهذه هي ثقافتنا في كل شيء.. مادامت الحياة مستمرة فلايجب ان نسأل او نتوقف عند مشاكلها والا سنتعب مثل رب الاسرة الذي يمسك بالورقة والقلم ليوزع راتبه علي مصروفات الشهر فيجد نفسه سوف يغرق في منتصف هذا الشهر فيترك الحسابات الي القضاء والقدر.د كان كل شيء نائما مادام الاهلي يحلق بعيدا في الفضاء وباقي الفرق تصارع علي الارض نحو مراكز وهمية في الدوري وما ان ظهرت ملامح منافسة هذا الموسم استيقظت الاشياء وانفتحت الاعين اوسع علي الحكام ثم اتسعت اكثر لتبحث عن قضايا نائمة من سنوات.. لكن المؤكد ان تجربة التوأم مع الزمالك ايقظت كل الاحاسيس ونبشت في الماضي وزادت من الحساسيات القديمة وعمقت العداوات.. وصبت كل ذلك في اعلام الناديين ومهدت ارضا لزرع »نفايات« الكلام والعناوين ورعاية التعصب لكي يستحق المساحة الاوسع من الاعلام المقروء والمرئي ليملأها وهي فارغة منذ وقت طويل لاتجد قضايا تنشطها وتمحها مشروعية وجودها.. فحتي دعاوي الموضوعية والحياد انهزمت فورا بمجرد ان عادت المنافسة واعلام كل طرف يريد ان يظهر للناس موضوعيا ومقنعا وفي نفس الوقت متحيزا ومغرضا ومحرضا مثل اغنية مطرب لا اعرفه يقول فيها »انا عايش ومش عايش«.. لقد بدأ »الردح« بالعميد »المترقي« والعميد »المتقاعد« رغم انه تغيير طبيعي لايحتاج الي ردح. فمدة الخدمة والارقام تحدده ولاتحتاج الي »تحابيش« كلام.. وانتقل الردح الي هدايا الحكام للفريقين ونظر كل طرف لطبق الطرف الاخر ومايصاحب ذلك من حكايات وروايات واحيانا خيالات.. وهاهو ينتقل الي المنشطات وقصص مثيرة عن تعمد تناولها باشراف المدربين والاطباء.. يحدث ذلك دون امتلاك دليل ادانة ولادليل براءة. وفي الاسابيع الاخيرة في الدوري سوف يبلغ »الردح« ذروته وتختلط معارك حرب النجوم مع معارك »العمادة« والمنشطات والتحكيم وسوف يفقد الاعلام الاحمر والابيض رشده فيفقد الجمهور عقله وتتحفنا المدرجات بما لذ وطاب من الانفلات وتندمج العلاقة بين الاعلام والجماهير ويديرها المسئولون في الناديين من وراء مظاهر »الابهة« والحشمة فتندلع النيران وتشتعل معارك قريبة علي جدو وحسني عبدربه ووليد سليمان ليكون هؤلاء وقودا لحرب شاملة يفجرها قطبان يفتقران للمسئولية العامة بينما يتحطم في طريقها فريق واعد مثل بتروجيت.