بالأمس كان عيدا للعمال، وقد احتفلنا به علي الطريقة التقليدية التي تعودنا عليها، للأسف، طوال السنوات الماضية ومنذ ان أصبح للعمال عيد، حيث تم منح العاملين اجازة من العمل، في كل المواقع والشركات والمؤسسات والهيئات التابعة للدولة وللقطاع العام وأيضا الخاص،...، وهي بالمناسبة اجازة مدفوعة الأجر. والأسف هنا يعود إلي ملاحظة بسيطة مؤداها اننا نحتفل بعيد العمال، الذي هو في مضمونه وهدفه اعلاء لقيمة العمل والقائمين به وعليه، بطريقة تتناقض مع هذا المضمون وذلك الهدف، وهي تعطيل العمل وتقليص الانتاج، وهو ما أصبح محتاجا للمراجعة وإعادة النظر بين الحكومة واتحاد العمال والوزارة المختصة، حتي يتسق الفعل مع الهدف منه. وإلي ان يحين ذلك، لابد ان نؤكد اننا جميعا كنا ومازلنا نتمني ان يأتي عيد العمال هذا العام، وعجلة الانتاج تدور بأقصي طاقتها في كل مكان علي أرض مصر، في جميع المصانع والمزارع والشركات والمؤسسات، وكل مواقع العمل والانتاج بطول مصر وعرضها. كنا بالفعل نتمني ان نحتفل هذا العام بعيد العمال، وبعد مرور عامين علي الثورة، وكل ماكينات العمل وتروس الانتاج تعمل وتدور بكامل طاقتها، دون تعويق أو تعطيل بوقفات احتجاجية، أو مظاهرات فئوية، أو مشاكل وسلبيات معلقة وقائمة في مواقع العمل دون مواجهة ايجابية، وحل يضع في اعتباره مصالح العمل وضرورات العمل والانتاج. وكنا نأمل أن يكون الاحتفال هذا العام، في ظل زيادة محسوسة وملموسة وواضحة في الناتج القومي لمصر، وزيادة مؤكدة في حجم وطاقة التصدير للخارج، بعد تحقيق وفرة في الانتاج وكفاية الاستهلاك الداخلي، مع ارتفاع جودة المنتج بما يسمح بالمنافسة القوية في السوق العالمي. وهذا يعني في حقيقته ومضمونه انني وكل المصريين كان يراودنا الأمل في ان يأتي عيد العمال هذا العام، في ظل واقع جديد ممتد في جميع مواقع العمل والانتاج، يتواكب مع طموحات الشعب،...، واقع يعلي من قيمة العمل ويحفز علي زيادة الانتاج، ويؤكد ان العمل والانتاج والكفاءة هي الوسائل الصحيحة والضرورية لتقدم الوطن والمواطن، وتحقيق الكرامة، ونشر العدالة.