الأستاذ :- محمد بركات كنت أتمني مثل جموع المواطنين من أهل مصر الذين يمثلون إرادة الأمة، ان يأتي عيد العمال هذا العام وعجلة الانتاج تدور بأقصي طاقة لها في كل مكان علي أرض المحروسة، في المصانع، والمزارع، والمؤسسات والشركات، وكافة مواقع العمل الممتدة بطول وعرض الوطن من الإسكندرية حتي أسوان، شمالا وجنوبا، ومن العريش حتي السلوم، شرقا وغربا. وكنت أتمني مثل كل شعب مصر، ان نحتفل بعيد العمال بعد مرور أكثر من عام علي الثورة، وكل ماكينات العمل وتروس الانتاج تعمل وتدور بكامل طاقتها، دون تعويق أو تعطيل نتيجة وقفات احتجاجية، أو مظاهرات فئوية، أو مشاكل معلقة وقائمة في مواقع العمل دون مواجهة ايجابية وفاعلة تضع في اعتبارها مصالح العمال وضرورات العمل والانتاج. وكان أملي ان يكون هذا الاحتفال، في ظل زيادة محسوسة في الناتج القومي، وزيادة ملموسة في زيادة حجم وطاقة التصدير من السلع المصرية للخارج، بعد تحقيق وفرة الانتاج، وارتفاع جودته بصورة تسمح له بالمنافسة القوية في الأسواق العالمية. وكان لدي أمل كبير أن يأتي عيد العمال هذا العام ولدينا واقع جديد في كافة مواقع العمل والانتاج، يتواكب مع أهداف الثورة، وطموحات الشعب،...، واقع يعلي من قيمة العمل، ويدفع الكل لزيادة الانتاج، والادراك الواعي بأن العمل والانتاج والكفاءة هي الوسائل الضرورية واللازمة للارتقاء والتقدم، وزيادة الدخل، والارتفاع بالمستوي الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق الكرامة الإنسانية ونشر العدالة الاجتماعية. والعدالة الاجتماعية التي نتمناها ونؤكد عليها، قائمة علي الانتاج وزيادته، والعمل وكفاءته، حتي تكون عدالة توزيع الغني، والثراء، وليست عدالة توزيع الفقر،...، وعدالة توزيع الصحة، وليست عدالة توزيع المرض،...، وعدالة توزيع القوة للوطن والمواطن، وليست عدالة توزيع الضعف،...، عدالة توزيع العلم والمعرفة، وليست عدالة توزيع الجهل والأمية الثقافية والتعليمية، حتي يكون المصريون جميعهم شركاء في عائد الانتاج والتقدم والحداثة والرخاء، وليسوا شركاء في الفقر والتخلف والتراجع. كنا نتمني، ويتمني الناس الكثير،...، ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. ونواصل غدا إن شاء الله.