الخميس القادم يوافق العيد الحادي والثلاثين لتحرير سيناء بعد أن ظلت تحت وطأة الاحتلال 51 عاما.. وأيا كان الامر فقد كتب الجميع عن سيناء وأهميتها ودورها القوي علي مر العصور.. ورغم ذلك فإن جهود تنمية وتعمير سيناء مازالت »محلك سر« لأن كل هذه الجهود مجرد كلام فقط واجتماعات هنا وهناك.. وهذا يكشف حقيقة مؤلمة. ويستحيل أن يتم التحدث عن تنمية وتعمير سيناء اعتمادا علي الكلام والتلاعب بالألفاظ والحقائق مع التركيز العمد مع سبق الاصرار والترصد علي عزل سيناء وتشويه الواقع الذي يصل الي فرض اختلاط الفهم علي الخبراء والمختصين والحكومات وأجهزة المجتمع المدني والاحزاب الورقية علي الساحة السياسية وكل هذا من خلال فوضي التصريحات والتبريرات الصادرة علي لسان رئيس الوزراء والوزراء والمحافظين.. ولقد تجسد ذلك الواقع المؤلم طيلة السنوات السابقة وكان الجميع يصرون علي أن ما يقال عن تنمية وتعمير هذه المنطقة هو الشبح وخيال المآتة المنطبع في الاذهان بالمخالفة للحقيقة والواقع. الغريب ان تعمير سيناء بدأ منذ عام 3091 حينما زار تيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية بالقاهرة ليخدع المصريين بحجة تنمية شمال سيناء وتوصيل مياه النيل من فرع دمياط بالدلتا الي القدس علي أمل حلم اسرائيل الكبري من النيل الي الفرات والمعلقة خريطتها بالكنيست الاسرائيلي حتي يومنا هذا وقد رفض الجميع آنذاك ماقدمه هرتزل واكتشفوا أنه خدعة.. ومضت السنوات.. وتتعاقب الوزارات ونسمع عن مشروعات ضخمة وخطط قومية لتنمية سيناء التي تمتلك كل المقومات فهي تمتلك الاهمية التي يصعب مقارنتها بأماكن أخري في العالم.. فالمشروع القومي الذي بدأ منذ عام 4991 لتنمية سيناء لم ينفذ منه الا 52٪ وضاع هدف دمج سيناء في مصر وبلغ اجمالي ما أنفق عليها 41 مليار جنيه.. فلقد تعطل قطار تنمية سيناء لسبب او لآخر وان الأوان ليتحرك حتي تؤتي المشروعات التي بدأت ثمارها. المنطق يؤكد أن تنمية سيناء يجب ان يكون مشروعنا القومي الاول للعام الحالي وعلي الجميع أن يشارك فيه لايجاد جبهة تنموية سكانية بكثافة محسوبة وأن تكون هذه الجبهة هي خط الدفاع الاول ضد أطماع اسرائيل التي لا حدود لها وتتعدي بها أي التزام بأي مواثيق او معاهدات.. اعتقد ان نقطة بداية التعمير الحقيقي تبدأ بسياسات واضحة بشأن تملك الأهالي المقيمين بل الراغبين في ذلك ويكون شروط التمليك الاقامة الدائمة واثبات الجنسية المصرية وعدم ازدواجها.. وعدم السماح ببيع الاراضي او المباني للغير وقصر ذلك علي المصريين فقط.. آن الأوان لتنفيذ مبادرة تعمير أرض الفيروز بكل شفافية ووضوح قبل أن تزيد الامور سوءا وفوات الأوان.. فلن يفيد البكاء علي اللبن المسكوب.