رغم موقعها الجغرافي المتميز الذي يؤهلها لتصبح من المدن الجاذبة للسكان والسياحة والاستثمار.. الا أنه في حالة مدينة السلوم تلك المدينة المصرية الصغيرة والتي تقع علي ساحل البحر المتوسط قرب الحدود الغربية لمصر مع ليبيا كان موقعها الجغرافي المميز سببا في نكستها وإهمالها.. فرغم أن المدينة عبارة عن خور في قلب البحر المتوسط، يحدها من الشرق الساحل، ومن الشمال هضبة السلوم الا أن قربها من الحدود المصرية الليبية ووقوع منفذ السلوم البري بها تعطلت كل وسائل التنمية والتطوير بها بحجة "المحاذير الأمنية" .." الأخبار" قامت بجولة ميدانية داخل مدينة السلوم، والتقت مسئولي المدينة للتعرف علي مشكلاتها والعقبات التي تقف أمام استغلالها وتطويرها .. في البداية يقول علاء عبد الشكور، رئيس مجلس مدينة السلوم، أن المدينة تمتد علي ساحل البحر المتوسط بطول 44 كيلو مترا ورغم مساحتها الكبيرة الي أنه لا يقطنها سوي 17 ألف نسمة سواء بالمدينة و القري التابعة لها وهي بق بق وأبو زريبة وتضم مناظر صحراوية وهضابا خلابة يمكن أن تستغل بإنشاء مشروعات سياحية لاستغلالها لجذب السياح وتحويل السلوم لمدينة حرة ومعظم أهلها من قبائل أولاد علي والقطعان والحبون والمعابدة والقنشات والموالك والمحافيظ قسمهم الشبردج الإيطالي " السلك الشائك" بين مصر وليبيا ويعيشون علي رعي الأغنام والصيد والتجارة البينية في نقل البضائع بين معبري السلوم ومساعد الليبي وأغلب شباب المدينة باتوا يعانون من البطالة بعد إغلاق المنفذ منذ شهرين .. تجمعات بلا كهرباء وعن المشكلات التي تعاني منها المدينة قال عبد الشكور إن جميع الوحدات السكنية بالمدينة تم توصيل الكهرباء إليها عن طريق الشبكة الموحدة بالمدينة وجار توصيل الكهرباء لخمسة تجمعات سكنية بنهاية شهر 5 الجاري الي أنه يوجد 12 تجمعا سكنيا لم يصلها الكهرباء بعد ويقيم بها ما يقرب من 1500 مواطن نظرا لصعوبة الوصول إليها حيث تبعد من 25 الي 40 كيلو مترا داخل عمق الصحراء وندرس إنارتها بالطاقة الشمسية .. وحذر عبد الشكور من تعرض المدينة لأزمة في مياه الشرب خلال شهور الصيف القادم نظرا لندرة مياه الأمطار التي تساقطت خلال الشتاء الماضي رغم قيام مجلس المدينة بتطهير وصيانة 17 خزانا لتجميع مياه الأمطار، وجار التغلب علي هذه المشكلة بزيادة سعة محطة تحلية مياه البحر المتواجدة بالمدينة الي 4000 متر مكعب يوميا بدلا من 2000 متر مكعب بتكلفة 9.5 مليون جنيه، كما تم شراء 4 سيارات لنقل المياه اثنان منهم هدية من القوات المسلحة، مشيرا الي أن التعديات وارتفاع التكلفة يجعل من المستحيل وصول مياه النيل الي السلوم .. أما عن توافر الغاز والخبز قال الشيخ حمد جبريل، نائب رئيس مجلس المدينة، أن المدينة لا تعاني من أزمات في الخبز أو الغاز فالكميات منتظمة حيث يوجد 4 مخابز بالمدينة أما المناطق الصحراوية فيتم توزيع الدقيق المدعم علي المقيمين فيها بالبطاقة التموينية نظرا لعدم وجود أفران خبز قريبة منهم . الاستزراع السمكي وعن عدم إستغلال المدينة سياحيا يشير جبريل الي أن المنطقة من بعد عجيبة الي مطروح متروك استغلاها للأجيال القادمة بقرار من رئيس مجلس الوزراء، مما يحرم المدينة من الاستفادة بموقعها حيث يعد خليج السلوم والهضاب من أفضل الخلجان علي البحر المتوسط كما يوجد بها مقابر الكومنولث لم تستغل سياحيا، مؤكدا أن منطقة " السبخة " في قرية أبوزريبة والتي تضم بحيرات صغيرة تم عرضها علي إحدي الشركات الألمانية لاستغلالها في الاستزراع السمكي وجار دراسة إنشاء المشروع وكيفية تنفيذه والحصول علي موافقات القوات المسلحة .. وبالنسبة للقطاع الصحي، يقول الدكتور محمد عبد العزيز النعناعي، مدير مستشفي السلوم المركزي، أن المستشفي يعاني من حالة إهمال غير مسبوقة حيث إنهار جزء كبير من مبني المستشفي والذي يضم سكن الممرضات بينما الجزء الآخر الذي يضم العيادات الطبية والمعامل وغرفة الجراحة آيل للسقوط بسبب عيوب فنية في الإنشاءات رغم حداثة المبني الذي تكلف إنشاؤه ما يقرب من 8 ملايين جنيه .. ويضيف د. النعناعي أن خطورة المبني ليست هي المشكلة الوحيدة التي تواجههم فالمستشفي بالكامل لا يوجد بها سوي 6 أطباء فقط في تخصصات النساء والتوليد والأطفال والباطنة والأسنان يخدمون ما يقرب من 300 مريض يوميا بعد رفض عدد كبير من الأطباء العمل بالمستشفي لبعدها، وكذلك لتوقف مبلغ ال 2000 جنيه التي كان يصرفها محافظ مطروح للطبيب للعمل في المناطق النائية بالمحافظة، مشيرا الي أن أقرب مستشفي مجهز بشكل مناسب يوجد في مدينة سيدي براني علي بعد 80 كيلو مترا من السلوم .