مجموعة من طلاب العلم والباحثين داخل المكتبة للاطلاع هل عجزت محافظة سوهاج ووزارة الثقافة عن تنفيذ مشروع حماية تراث رائد حركة التنوير في العصر الحديث الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي؟ والمتمثلة في مكتبته بالمدينة وما تحتويه من ذخائر الكتب والمؤلفات وايضا المخطوطات البالغ عددها 7341 مخطوطا من بينها اقدم ما عرفه العالم العربي ومنها ما كتبه بخط يده والموجودة داخل غرفة مغلقة منذ عشرات السنين. هذا التراث لا يقدر بثمن والذي يأتي اليه باحثون من اوروبا وامريكا للبحث والاطلاع والاستفادة يندهشون لوجود مثل هذا الكنز في هذا المكان المتواضع دون ان تمتد اليه يد التطوير والتحديث مما يعرضه للضياع والاندثار والتلف. يقول السفير محمد فتحي رفاعة الطهطاوي حفيد الشيخ بلهجة حزينة ان والدي اهدي مكتبة جدي التي كانت موجودة في بيتنا بالقاهرة إلي محافظة سوهاج عام 2391 ليستفيد بها طلاب العلم والباحثين ولكن للاسف تم تخزين المخطوطات في غرفة بالطابق الارضي وهذه المخطوطات تحتاج إلي عمليات ترميم وفهرسة علمية اضافة إلي تخزينها بشروط معينة ومعالجات كيماوية ومعرفة لدي المختصين بالعمل المكتبي واضاف هناك اكثر من جهة طلبت مني نقل المكتبة اليها مثل مكتبة الاسكندرية التي مازالت تلح في طلبها حيث خصصت لهذه المخطوطات قاعة ضخمة باسم رفاعة الطهطاوي لكنني رفضت واتمني ان تصبح مكتبة الطهطاوي مركزا للاشعاع والتنوير والثقيف في المستقبل القريب فهي بمثابة نواة لمثل هذا المركز كما عرض د.فتحي صالح بمركز توثيق التاريخ اجراء صيانة للمخطوطات وتسجيلها بطريقة علمية بالتعاون مع المتخصصين وانتظر البدء في اجراء هذه الصيانة وانا غير راض عن وضع المكتبة فقد ضاعت مخطوطات بالفعل منذ زمن بعيد بسبب الاهمال والسرقة كما ارفض نقلها لدار الكتب المصرية لان هدفي ليس تكدس التراث في اماكن شديدة الثراء بل ان يكون هناك توزيع حضاري لاماكن اخري شديدة الفقر.. ويؤكد جمال سيد محمد المدير العام بالوحدة المحلية لمركزسوهاج ومدير مكتبة رفاعة الطهطاوي ان المكتبة من افضل المكتبات المنظمة في مصر بعد القيام بمبادرة من العاملين بها بفهرسة المكتبة فهرسة علمية سنة 5991 واستغرق العمل 3 سنوات وتحوي المكتبة 51 الف كتاب و2801 مجلدا و7341 عنوان مخطوطة من بينها مخطوطات لرفاعة الطهطاوي عن التصوف ومختصر عنوان البيان مخطوط جغرافي بلاد الشام ومخطوطات لشيخه حسن العطار شيخ الازهر السابق ومخطوطات للشيخ الدمنهوري ويوجد في المكتبة واحد من اقدم المخطوطات العربية هو شرح فصيح تعلب لابن منصور الجبان ويرجع تاريخه لاكثر من الف عام وقد حصل احد الباحثين علي رسالة دكتوراه في هذا المخطوط.. وايضا مصاحف مخطوطة من القرن الخامس الهجري من بينها مصحف قرآني مكتوب بطريقة ثلاثية وبه تفسيرات مختلفة واثار دهشة جميع الباحثين الاجانب بالاضافة إلي تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي.. ويقول مدير المكتبة ان المخطوطات في حالة حفظ جيدة لان طقس سوهاج جاف يساعد علي عملية الحفظ.. ونفي وجود سرقة لاي مخطوط من قبل ويطالب بأن تبقي المكتبة تحت مجلس ادارة مستقل وتكون لها ميزانية مستقلة اسوة بمكتبات مبارك العامة وطلب ان يتم صيانة المخطوطات بتصويرها بالديجيتال وعرضها علي الحاسب الآلي من خلال سي ديهات توزع علي الباحثين وكل طلاب العلم أو شرائح صغيرة ويتكلف هذا المشروع مبلغ لا يتجاوز 001 الف جنيه!! ويطلب دعم المكتبة بالاصدارات المختلفة من وزارة الثقافة ودار الكتب ومهرجان القراءة للجميع.. وفي جولتي داخل غرفة المخطوطات كتب الشيخ الشجاع في مقدمة كتابه عن مختصر الامام بن ابي حمزة الازدي عبارة »كتبت كتابي بخط جميل وسهو كثير وعجز طويل« اضاف من المدة اذا جاء يوم يباع كتابي بشيء قليل« ان رصف شارع أو تجميل حديقة أو صيانة سيارة تابعة للوحدة المحلية تتكلف اكثر من 001 الف جنيه ومشروع حماية تراث لا يقدر بثمن لا يحتاج إلي اكثر من هذا المبلغ!!