من الأمراض التي أصابت الأمة الإسلامية »نقيصة التفرنج« وقد وضع بذور هذا المرض الاستعمار بعد ان زرع فينا ازدراء أنفسنا وثقافتنا ولغتنا وجعلها مرادفا للرجعية والتخلف وجعل اعوجاج اللسان مرادفا للتقدم والحضارة وقد خطط الإستعمار لذلك علي مدي طويل حتي أثمرت خططهم وأينعت من خلال غزوهم الفعلي والفكري والثقافي حتي أصبنا بعقدة الخواجة وكان المثل الشعبي »مغناوي البلد أخنف« وأصبح كل شيء مستورد ثمينا ولو كان غثا وكان الهدف الأساسي ان ينسحب ذلك علي ثقافتنا الدينية بالذات ونالها نصيب الأسد بفضل أذناب أو أناس لم يعرفوا الإسلام جيدا وبفضل أعمال تسمي فنية رسمت الشخصية الإسلامية بطريقة ساخرة ماكرة كان لها مفعول السحر لدي العامة.. ورغم تحررنا فاننا لا نزال ندور في هذا الفلك فنجد أحدهم يقول في مسألة التسول ما قاله كونفشيوس »بدلا من ان تعطيه سمكة علمه كيف يصطاد« مع ان رسول الإسلام أعطي السائل قدوما وأمره ان يحتطب خير له من المسألة لأنها تأتي علامة سوداء في وجهه يوم القيامة والأمثلة علي عقدة الخواجة كثيرة لا تتسع لها المساحة.. ولكننا رأينا الشعور الديني عند المسلم يخفت ويتواري بينما يزداد ويقوي عند اليهودي الذي يعتز بقلنسوته ويزداد السبت عنده قداسة علي حين يكون عندنا الحجاب واللحية رجعية وشكلية وأصبحنا لا نعظم شعائر الله ولا حرماته.. قال أحد اليهود لأصحابه علي زمن رسول الله: لقد علمهم كل شيء حتي كيفية قضاء الحاجة وكانت مقولته حقدا وحسدا علي المسلمين الذين أنزل الله لهم الكتاب تبيانا لكل شيء ووضع لهم منهجا ربانيا شاملا لجميع أوجه الحياة تستقيم به حياتهم وآخرتهم، هذا النظام الذي انصهرت فيه كل الأنظمة العالمية وأخذت منه ما يصلح شأنها فهل نكون أقل تقديرا لديننا من هذا اليهودي؟!.. إن الإسلام يحتوي كل المبادئ والمذاهب لأنه من لدن حكيم خبير وهو الذي خلق الإنسان ويعلم ما يصلحه، إنها فرصة سانحة لنعود إلي منهجنا الرباني لنصلح به أحوالنا ونفتخر بديننا وعقيدتنا ونشفي صدورنا من عقدة الخواجة.