بالتأكيد لم يكن باسم يوسف يتصور وهو يدرس الطب ويحصل علي الدكتوراه في جراحة القلب والصدر من جامعة القاهرة .. انه سيصبح مذيعا ساخرا تملأ شهرته الدنيا. ايضا لم يكن يتخيل وهو يذيع برنامجه علي المواقع الاليكترونية (باسم شو) ان القنوات الفضائية سوف تتسابق عليه ليكون نجما تليفزيونيا. واعتقد انه لم يكن يتصور ان برنامجه الساخر الذي اصبح من اشهر البرامج الساخرة في العالم سيكون سببا في صدور امر من النائب العام بضبطه واحضاره .. وانه في لحظة ما كان من الممكن ان يكون وراء القضبان في تهم موجهة له كان من الممكن أن تجعله يقضي بعض سنوات عمره وراء القضبان !! في شهر مارس عام 2011 اي بعد نجاح ثورة 25 يناير بحوالي شهر تقريبا بدأ باسم يوسف ببث حلقات برنامجه ( باسم يوسف شو+ وسريعا اصبح من اشهر البرامج علي شبكات الانترنت وكان ديكوره بسيطا جدا عباره عن منضده وكرسي وكاميرا ثم التقطته الفضائيات واصبح برنامجه يتكلف الملايين ويحقق ايضا اعلي نسبة مشاهدة واكبر عائد اعلاني. والواضح جدا ان باسم يوسف هو النسخة المصرية للإعلامي الساخر "جون ستيوارت" الذي يقدم "ذا فاميلي شو" خصوصا ان باسم يوسف عمل في اوروبا والولاياتالمتحدةالامريكية لسنوات وحصل علي رخصة مزاولة لمهنة الطب من الولاياتالمتحدةالامريكية عام 2005 كما يقول موقعه وحصل علي زمالة كلية الجراحين البريطانية عام 2006 .. المهم ان برنامجه في مصر يعتبر نسخة فاقت في رأي البرنامج الامريكي من ناحية الابهار والديكور والمحتوي والاعداد .. لدرجة ان جون ستيوارت نفسه دعا باسم يوسف ضيفا في برنامجه واشاد به وقال له ان برنامجه مميز وانه مبدع وتم تنفيذ البرنامج بذكاء شديد .. وكانت هذه الفقرة من اعلي الفقرات مشاهدة علي موقع جون ستيوارت .. ويبدو انه تأثر كثيرا بالحرية التي تتمتع بها البرامج الساخرة في العالم وخاصة الولاياتالمتحدةالامريكية ويعتبرونها نوعا من النقد الذي يعبر عن حرية الرأي وعن الجماهير .. ولكن باسم يوسف لم يتحمله حتي زملاؤه في القناة التي يعمل بها .. وكان الاعلامي الكبير عماد الدين اديب ينوي رفع دعوي قضائية بعد ان قام باسم بتقليده في الحلقة الاولي من البرنامج وغيره ايضا من المذيعين .. استدعاء النائب العام للإعلامي الساخر باسم يوسف احدث دويا اعلاميا في الخارج فعلقت جميع صحف الخارج مثل "النيويورك تايمز" و"الجارديان" و"الفاينينشال تايمز البريطانية" و"ال بي بي سي".. وقالوا ان استدعاءه يمثل قلقا محليا وعالميا علي حرية التعبير والرأي في مصر وخاصة ان القرار جاء ضمن قرارات اخري تعطي انطباعا بتراجع كبير في حرية الرأي .. وكما قال متظاهرو باسم يوسف (الشعب يريد حرية الاعلام).