الالتزام الرئاسي الذي صدر بعدم الطعن علي قرار محكمة القضاء الاداري الخاص بالانتخابات البرلمانية هو القرار الصواب لكن سرعان ما تم الرجوع في هذا الالتزام بالرغم اننا كنا نحتاج فيه لمثل هذه القرارات الصائبة بعد سلسلة من القرارات التي تم التراجع عنها لانها لم تكن صائبة وغير مدروسة واحالت حياتنا اليومية الي مواجهات بين مؤيد ومعارض لتلك القرارات وتربص دائم بين دفتي الحكم في مصر. الالتزام الرئاسي جاء في وقته ومكانه المناسب لالتقاط الانفاس والمراجعة في لحظات مهمة من عمر الوطن الذي نعيش فية وتجمعنا جميعا سماء واحدة بعد ان ضاقت علينا الارض التي نحيا عليها فجاءة وانقسمنا علي أنفسنا واصبحنا فرق وشيع وكل فريق لديه وجهة نظر متمسك بها ولا يقبل الا يحيد عنها وكأن كل فريق امتلك ناصية الحق لوحده دون الآخر، وهوما أوصلنا لما نحن فية الان ولكن عز علي من يصدر القرار ان نلتقط انفسنا ونعيش في سكون ولو لعدة ايام . أعود للالتزام الرئاسي الذي صدر في البداية بعدم الطعن علي قرار المحكمة الادارية الذي كان يعد انتصارا للجميع وفرصة ذهبية لان نحاول ان نصل الي طريق الالتقاء بدلا من الفرقة التي اخترناها عنوانا لعلاقتنا ببعض، ليصبح الوضع اكثر وضوحا امام الجميع لاحتواء الاختلافات التي بيننا من اجل مستقبل وطننا وكنت اتصور ان ما ترتب عليه قرار المحكمة الادارية بتأجيل الاستحقاق الانتخابي أسابيع فرصة ، يمكن ان تكون الاخيرة لنعض أصابع الندم عليها لوضاعت مثلها مثل الكثير من الفرص التي سنحت لنا واضعناها بسفسطة وتمسك بالراي وعدم رغبة في التازل من اجل التلاقي، هذه المرة كان علينا جميعا التوصل الي حلول ترضي علي الاقل النسبة الاكبر من المختلفين، فمن الصعب في ظل هذه الاجواء الضبابية ان نصل الي اتفاق تام ولكن علينا السعي الي الوصول له في اسرع وقت حتي نهداء قليلا بعد ان هدنا الاختلاف الذي وصل الي ذروته واستحكمت حلقاته بصورة لم تعهدها مصر من قبل مابين رافض للسلطة وآخر يري المعارضة شياطين ونسوا جميعا اننا أبناء وطن واحد عشنا جميعا في كنفه سنوات عمرنا ولازلنا نعيش فيه حتي آخر العمر هذا ما توقعته من فلسفة الالتزام الرئاسي بعدم الطعن علي قرار المحكمة. لقد أعطانا الزمن فرصة أخيرة وكان علينا ان نستغلها حتي لا يلعنا التاريخ فيما بعد ويكرهنا احفادنا لاننا أضعنا الفرص دون ان نكون قادرون علي استغلاها والاهم اننا انقذنا مصر بعد ان فقدناها طوال الفترة الاخيرة في صراعات لم تحقق لأي طرف نجاح علي حساب طرف وانما خسر الجميع والوطن هوالخاسر الاكبر ونحن جميعا المتفرجين الذين يحبسون أنفاسهم في انتظار المشهد الاخير الذي سيكون مدمر سواء للابطال علي المسرح اوالمتفرجين الذين صبروا علي مشاهدة مسرحية هم يعلمون نهايتها ولكنهم ظلوا علي مقاعدهم ظننا ان المؤلف سيفاجئهم بنهاية غير متوقعة . وكما هي العادة اضعنا الفرصة الاخيرة ليتم الطعن علي الحكم لندخل في دوامة جديدة من الجدل القانوني الذي لن ينتج عنه سوي مزيد من الخلافات والانشقاقات. الوطن في حاجة لقرار راشد يجمع ولا يفرق، يعلي من المصلحة العامة علي المصالح الشخصية، يدعم البناء ولا يدعو الي الهدم، فهل نصل الي هذا القرار؟