هذه الأيام تتوالي أفواج حجاج بيت الله الحرام كل من الطريق الذي استطاع إليه سبيلا يجود عليهم المولي بحج بيته هذا العام بعد اشتياق هو قاسم مشترك بين من يتوجه لأول مرة للحج أو من سبق له الحج مرة أو حتي مرات.. قلوبهم معلقة بمشهد الكعبة المشرفة والروضة الشريفة. كل ما تلاقيه من مشقة وما تكابده من عناء مهما كان مستوي الحج الذي تنتمي إليه يهون وتنساه مع كل اشراقة علي بيته المحرم والصلاة في مسجده عليه أفضل وأبهي السلام. وأذكّر كل من كتب الله له حج بيته بما قاله سيدنا عمر- رضي الله عنه- وهو ولي أمر المؤمنين عندما تباهي رفيق له بكثرة عدد الحجيج قائلا الحج كثير هذا العام يا أمير المؤمنين فكان رده العدد كثير والحج قليل. عليك أيها الحاج أن تطرد وساوس الشيطان الذي يتربص بك ليقتنص منك فرصة ان تعود من حجك كيوم ولدتك أمك، عليك ان تنهج مسار عباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. تحمل ست ساعات انتظاراً في المطار تطبيقا لتعليمات سلطات شركة الطيران حتي يحين موعد اقلاع طائرتك وتحمل أساليب التفتيش الذي أصبح يقترب من التفتيش الذاتي، فهو ان ضايقك في لحظات فإن ذلك من أجل أمانك أنت وثلاثة ملايين آخرين. هي أيام معدودات حاول فيها ان ترتفع عن الصغائر وتسمو فوق الهفوات التي ستحرص ألا تصدر منك وأن تتجاوزها اذا صدرت عن الآخرين. أما اذا زرت بعد البيت قبر سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وقبلت مثوي الأعظم العطرات كما أنشد أمير الشعراء فقل لرسول الله ياخير مرسل أبثك ما تدري من العبرات.