سؤال اعتدنا أن نوجهه لبعضنا البعض في آخر عامين.. أنا وأنت.. واللي جارك في البيت، واللي "بيشيش" معاك في القهوة، الكل يفتي بعلم وبغير علم،، ويفترض نظرية المؤامرة، وان الحكم، أي حكم، لابد وأن وراءه (إنَّ) وليس خالصا لوجه الله . في بداية الخلق اكتشف الإنسان أنه يختلف عن بقية الكائنات الحية التي تعيش معه علي كوكب الأرض، وأنه لا يمكن أن يستمر اعتداء القوي علي الضعيف، كما في الغابة، وأنه لابد من مرجعية يتفق عليها الناس ويرجعون إليها إذا اختلفوا هي شيء اسمه القانون.. بغير هذا لا تكون هناك دولة، وما أراه في الفترة الأخيرة يمثل غيابا كاملا لهيبة وسلطة الدولة، فالأحكام بداهة لابد ان تشفي غليل المجني عليه وأهله، وتحزن الجاني وأهله، ويكون الإعتراض علي أحكام القانون بإجراءات قانونية، وليس بالفوضي . الكل وقع في الفخ، الكل اعتدي علي أحكام القانون، واعتدي علي السلطة القضائية، وحاصرها، واتهم القضاة، ورماهم بكل النقائص، ولأن من يربي الثعبان لابد أن يلدغه، انقلب السحر علي الساحر، وانقلب الجميع علي القضاء، وعلي أنفسهم، واختلط الحابل بالنابل واصبح الدم يأتي بدم ودخلنا في دوامة من العنف والعنف المضاد، الذي أفقد هذا الوطن الذي نعيش فيه أهم سماته وهي السماحة والأمن والأمان. أكتب هذا الكلام وشريط الأخبار ينقل لي أخبارا عاجلة تتحدث عن اجتماع طارئ لقيادات "أولتراس" أهلاوي ومثله "أولتراس" المصري لتحديد آلية الرد علي أحكام مجزرة استاد بورسعيد ... يعني إيه ؟ يعني عليه العوض ومنه العوض في مصر ولتحيا شريعة الغاب وكل واحد يأخذ حقه "بدراعه "!