يتراءي لي شكل الشارع المصري الآن.. وقد تحول إلي نكتة سخيفة من كثرة تكرارها.. فلم تعد تضحكنا.. بل توجعنا وتبكينا. تنازل المسئولون في مصر.. عن مسئوليتهم فأصبح كل منهم ودن من طين.. وودن من عجين..؟!! الفوضي والتسيب والبلطجة.. واختفاء الاحساس بالأمان أصبح شيئاً عادياً.. أخشي ان نتعود عليه ويصبح جزءاً منا.. الزحام البشع.. مشهد نشاهده ليل.. نهار.. فلم يعد هناك وقت لذروة الزحام في مصر.. بل شيء يومي نشعر به كل لحظة وكل ثانية. تحولت مصر إلي سوق.. شباب صغار السن يفترشون الملابس علي حوامل متحركة.. عيني عينك وسط أهم شوارع وسط البلد ووسط الشارع.. مما يسبب ربكة مرورية لايمكن حلها.. ولا في الخيال.. ولم لا.. فهم لا يجدون من يخشونه أو يردعهم في حالة اختفاء كامل لرجل الشرطة المصري.. ومن الغريب ان ضباط الشرطة يطالبون بحقوقهم.. ألم يتذكروا حق مصر عليهم؟! ومن العجيب ان الحكومة تجلس في مقاعد المتفرجين.. وكل ما يفعله أفرادها من الوزراء والمسئولين هو الإدلاء بتصريحات نارية.. والنتيجة صفر.. جميعنا نريد ان نري مصر مرة ثانية.. نظيفة.. مضيئة.. آمنة.. فهل هذا مطلب.. فوق طاقة الحكومة...؟ نحن الآن.. لا نري أنفسنا عندما ننظر في وجوه بعضنا.. الشك.. وانعدام الثقة هما اللغة المتداولة بين الناس. يا مسئولي مصر.. اتقوا الله في شعب مصر.. وليكن الفعل هو الأولوية.. وكفي اسطوانات لتصريحاتكم، فقد اصابتنا الكآبة.. ومللنا من سماعها.. »وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَي اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُون«َ صدق الله العظيم