الأوضاع المتردية أمنياً في مصرنا المحروسة تجعلنا نستبدل شعار »ابحث مع الشرطة« إلي »ابحث عن الشرطة« ليكون خير مثال لما آلت إليه أحوالنا من تدن وانحطاط في ظل اختفاء الأمن في شوارع وميادين مصر!! هذه الحقيقة المرة لا ينكرها أحد بل أصبحت واقعاً ملموساً في حياتنا بعد قيام ثورة 52 يناير!! فلم نعد نفرق بين »الثوري« و»البلطجي« وأصبحت الفوضي العارمة هي عنوان حياتنا، اعتصامات وقطع طرق ومرور وباعة جائلون افترشوا الشوارع وسدوا المنافذ.. وغيرها من الممارسات المرفوضة التي لا تجد من يتصدي لها بحزم.. ونظرة واحدة علي ميدان التحرير الذي انطلقت منه شرارة الثورة تكفي للتدليل علي قتامة الصورة، ناهيك عما يدور داخله من مخالفات صارخة يندي لها الجبين.. هل هذا ميدان الثورة؟! أعتقد أن الإجابة لا يختلف عليها اثنان ممن ينتمون إلي تراب هذا الوطن الذي يئن ويتوجع مما فعله به هواة الفوضي والبلطجة.. ومع كل التقدير للجهود التي يبذلها وزير الداخلية من أجل عودة الانضباط الأمني.. فمازالت العودة غائبة وتظهر علي استحياء ثم تتواري ليعود الوضع إلي ما كان عليه وأسوأ.. فقد نجحت الحملات الأمنية في تطهير المنطقة المحيطة بشارع الجلاء من البلطجية والباعة ولكنهم عادوا من جديد بعد انتهاء الحملة.. وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.. ولذا لا غرابة أن يكون نداؤنا »ابحث عن الشرطة« إلي أن نجدها!!