ماتقوم به القوات المسلحة والشرطة من نشاط لاعادة الانضباط الي شوارع القاهرة أمر يستحق الشكر والتقدير والاعجاب.. فهذا ماطالبنا به كثيرا طوال الشهور الماضية. ولكن كانت أصواتنا تذهب هباء. واذا كان هذا النشاط يتم بطلب والحاح من المحافظ الدكتور عبدالقوي خليفة فنحن نجيبه علي ذلك.. لاننا نشعر ان عاصمتنا بدأ يعود اليها وجهها الطبيعي الذي شوهه الباعة الجائلون والبلطجية واصحاب وسائقو التوك توك. الأن نمر ببعض الشوارع التي كانت مرتعا لهؤلاء الباعة حيث افترشوا مجري الشوارع نفسها وليس الأرصفة فقط فنجد أنها خلت منهم تماما.. وبدأ اصحاب المحلات المرخصة يشعرون بالاطمئنان بعد أن كانوا يتعرضون للتهديد والوعيد اذا ابدوا اعتراضهم علي وجود هؤلاء الذين سدوا عليهم أبواب رزقهم.. وقد رأيت ذلك بنفسي في بعض الشوارع التي كنت اضطر للمرور فيها!! واذا كانت هذه الاجراءات الحاسمة قد تأخرت كثيرا ربما لظروف خارجة عن ارادة الجيش والشرطة. ولأن الانفلات الأمني كان قد تجاوز كل التوقعات. فإن الأمر الان بدا يستتب وتعود الحياة الطبيعية الي العاصمة التي يقصدها ملايين السائحين سنويا. كل الذي نخشي منه أن تفتر همة رجال الجيش والشرطة ويدب اليأس الي نفس المحافظ لعدم وجود الادوات التي تساعده علي استمرار الانضباط فتعود الأمور سيرتها الأولي وتعود الفوضي الي الشوارع لأن هؤلاء لا ولن تفتر همتهم.. وكلما وجدوا الفرصة سانحة سينقضون علي الشوارع مرة أخري وكأن شيئا لم يكن. ثقتنا كبيرة في المحافظ الدكتور عبدالقوي خليفة في أن يظل ساهرا علي أمن وأمان المحافظة والا تعود شوارعها الي العشوائية المقيته التي اساءت الي العاصمة التي هي وجهة مصر وعنوان حضارتها وتقدمها. نرجوك ياسيادة المحافظ ألا تغفل عما يدبره هؤلاء الخارجون علي القانون.. فهم في حالة تأهب مستمر لاستغلال أي ثغرة ينفذون منها ليبسطوا سلطانهم علي الشوارع بالقوة والبلطجة.. ونحن علي ثقة أنك علي قدر المسئولية. ولان الصحافة خاصة والاعلام عامة تعودا علي توجيه النقد اللاذع بل والمتجاوز أحيانا للمسئولين اذا لمسوا اختلالا في عملهم.. فانه من واجب هذه الصحافة وهذا الاعلام ان ينصفوا المسئول إذا أدي بكفاءة عالية.. وأقل شئ هو الشكر علي هذه المجهودات الايجابية. بقي أن أقول للدكتور عبدالقوي خليفة محافظ القاهرة الذي يبدو أنه يريد ترك بصمة ايجابية يذكرها له سكان العاصمة انك وعدت ياسيادة المحافظ ان تنجز ماعجز عنه المحافظون السابقون. وتعيد الينا القاهرة نظيفة من القمامة التي تفاقمت وتعاظمت حتي أصبحت تلالا بما تمثله من تلوث بيئي وبصري وحضاري. إنني لا أريد أن أبخس المحافظين السابقين حقهم في محاولاتهم للتخلص من القمامة.. ولكن يبدو أن الامكانات المادية لم تسايرهم.. كما أن مشكلة النظافة لم تكن أولويات الحكومات السابقة علي الثورة.. فهل آن الأوان أن نري عاصمتنا وقد عاد اليها وجهها الجميل؟!