جريمة كبري لابد أن يحاسب من تسبب فيها.. لا أطلب سوي محاسبة المسئولين الحقيقيين عن قتل عشرين تلميذا لم يجنوا شيئا سوي أنهم ابناؤنا.. أبناء العجز والاهمال والتردي, كلنا فاسدون حتي بالصمت العاجز الموافق قليل الحيلة.. بهذه الكلمات اختتم الفنان الراحل أحمد زكي مرافعته أمام المحكمة في فيلم ضد الحكومة وهو يحكي سيناريو يكاد ينطبق بالمثل علي ما حدث منذ أيام قليلة عند مزلقان المندرة حيث تناول تفاصيل حادث مزلقان عين شمس عام1987 وهو حادث لايقل مأساوية عن حادث قطار أسيوط, عندما اصطدم قطار السويس الذي يمر من مزلقان عين شمس بأتوبيس أحد المدارس.. عدم غلق مزلقان المندرة ومن قبله عين شمس أثناء مرور القطارين كان سبب الحادثين كما كان الأطفال أيضا ضحايا التصادم في المرتين وبعدها راحو ضحية الصمت العاجز لتمر الحادثة الأولي دون محاسبة المتهم الحقيقي وقد تشاركها أيضا حادثة قطار أسيوط المصير نفسه في رحلة البحث عن المسئول عن الكارثة.! ولكن قبل أن تأتينا كارثة جديدة من حيث لا نحتسب, يحاول الأهرام المسائي أن يدق جرس الإنذار قبل وقوع كارثة جديدة قد تحدث في المكان نفسه الذي شهد حادث مزلقان عين شمس منذ25 عاما, من فوق قضبان قطار السويس وبين أهالي حي عين شمس الذين يقضون يومهم وسط صفير القطارات التي تمر علي بعد أمتار قليلة منهم ولا يفصلهم عن القطار إلا سور تمت إزالة معظمه ليتحكم القدر وحده في مصير كل من يمر علي تلك القضبان التي شهدت العديد من الحوادث التي لم يسمع عنها أحد سوي أهالي المنطقة المحيطة خاصة أنه يمر وسط منطقة مكتظة بالسكان وبها مجموعة مدارس يحتاج معظم طلابها للمرور فوق القضبان للوصول إليها. البداية من محطة القطار التي تقع بجوار محطة مترو عين شمس من الناحية الشرقية هذا المكان الذي تحول إلي سوق عشوائية حيث يفترش الباعة الجائلون قضبان القطار والمنطقة المحيطة بالمحطة ولا صوت يعلو فوق صوت الفوضي سوي صوت القطار حينما يأتي معلنا وصوله للمحطة. وعلي بعد أمتار من المحطة يوجد أول مزلقان يمر به قطار السويس حيث يقطع شارع عين شمس الرئيسي الذي لا تستطيع تحديد اتجاه السير فيه بسبب الزحام الشديد الذي يسببه موقف الميكروباصات علاوة علي الزحام الذي يحدث عندما يمر القطار ويتم غلق المزلقان وتتكدس حوله السيارات التي تبحث عن طريق الخروج من عنق المزلقان, والمشهد نفسه يتكرر عند ثاني مزلقان في طريق القطار وهو مزلقان العشرين الذي يشهد هو الآخر زحاما شديدا قبل وبعد مرور القطار. ولكن المشكلة الأكبر تكمن في المناطق السكنية التي يمر فيها القطار وهنا تكون صيحات السكان بديلا عن إنذار المزلقانات حيث تتعالي الأصوات مع قدوم كل قطار لتنبيه المارة خوفا من وقوع ضحية جديدة تحت عجلات القطار. حاسب يا عم القطر جاي... جملة يقولها سامي أبو العينين مبروك عشرات المرات يوميا, هذا الرجل الذي اعتبر نفسه مسئولا عن محطة الوادي حيث تعد من أشهر المناطق التي شهدت حوادث راح ضحيتها نساء وأطفال ومسنون شاء القدر أن تكون نهايتهم علي قضبان قطار لايعرف الرحمة. ويقول عم سامي أنه بحكم عمله في محل ملاصق للقطار في محطة الوادي أصبح بمثابة عامل مزلقان يراقب قدوم القطار وحركة المارة خاصة وأن محطة الوادي تشهد زحاما شديدا من المواطنين وتكاد لا تخلو مطلقا من المارة ليلا ونهارا, ويؤكد أن المكان غير مجهز مطلقا لمرور القطار فلا يوجد جرس إنذار مثلا لتنبيه الناس لقدوم القطار أو حتي إنارة أعمدة الكهرباء الموجودة حول المحطة حيث تختفي معالم القضبان ليلا, الأمر الذي يؤدي إلي سقوط البعض عليها خاصة السيدات المسنات وإصابة بعض الأطفال بكسور عند سقوطهم علي القضبان الحديدية. ويري سامي أن الجميع يؤكد عدم مسئوليته عن قطار السويس وخط سيره مرورا بالمزلقانات التي تقابله ويقول نفسي أعرف نشتكي لمين في موضوع القطر ده كلهم عاملين ودون من طين ودن من عجين مشيرا إلي ان الشكاوي التي قدمها للحي والمحافظة فقط من أجل إنارة الشوارع الموازية لقضبان القطار حتي يري المواطنون القطار أثناء مروره ليلا. ويشاركه الرأي مخلص جميل الذي يتبادل معه مراقبة حركة القطارات مؤكدا أنه نادرا ما يجد فيه ركابا ويقول أن سكان المنطقة اشتركوا في رصف المنطقة وتشجيرها بالجهود الذاتية وينتظرون إنارتها للحد من حوادث القطار. رابط دائم :