وصل الرياض عصر امس رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية سمير زيد الرفاعي. وكان في استقباله لدي وصوله مطار قاعدة الرياض الجوية وزير الشئون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين والقائم بأعمال سفارة المملكة الأردنية الهاشمية بالنيابة وليد قزاز وقائد قاعدة الرياض الجوية اللواء الطيار الركن عبداللطيف الشريم ومندوب عن المراسم الملكية. وقد وجه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني رسالة الي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود تتعلق بالاوضاع في المنطقة وعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين. وقال بيان صادر عن رئاسة الوزراء في الاردن ان رئيس الوزراء سمير الرفاعي الذي غادر عمان امس الي الرياض حمل الرسالة التي تركز علي " سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والاوضاع في المنطقة". علي جانب اخر رأس خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء السعودي، بعد ظهر امس الاثنين، في قصر اليمامة بمدينة الرياض. وفي مستهل الجلسة أطلع خادم الحرمين الشريفين المجلس، علي الاتصالات والمشاورات والمباحثات، التي جرت خلال الأسبوع، مع عدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة، حول العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والعمل العربي المشترك ، ومن ذلك الاتصالان الهاتفيان اللذان تلقاهما من الرئيس باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية والرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية، واستقباله ،للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي. وأوضح وزير الثقافة والإعلام السعودي، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء قدر عاليا نداء خادم الحرمين الشريفين إلي شعب العراق ،ودعوته الرئيس جلال طالباني، وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات والفعاليات السياسية، إلي المملكة العربية السعودية بعد موسم الحج المبارك، وتحت مظلة جامعة الدول العربية، للسعي إلي حل كل معضلة تواجه تشكيل الحكومة العراقية .. مجدداً التأكيد علي أن المملكة العربية السعودية لن تدخر جهداً لمؤازرة الشعب العراقي، ومساندته في كل ما يحقق له الأمن والسلام. وبين أن المجلس استمع إلي جملة من التقارير عن مستجدات الأحداث في المنطقة والعالم ، وأدان مشروع القانون الإسرائيلي بضم مدينة القدسالمحتلة ضمن قائمة مدن إسرائيلية ذات أولوية خاصة، مؤكداً أن هذه الخطوة تهدف إلي تهويد المدينة المقدسة.. ودعا المجتمع الدولي إلي العمل علي إلزام إسرائيل بوقف كافة الانتهاكات التي تهدف إلي تهويد المدينة المقدسة، وتغيير هويتها الإسلامية والعربية. علي صعيد اخرأشادت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بنداء خادم الحرمين الشريفين الذي وجهه إلي شعب العراق لتوحيد الصف وإبعاد شبح الخلافات، والتسامي علي الجراح وإطفاء نار الطائفية، وبدعوته للمسؤولين العراقيين للاجتماع في الرياض، تحت مظلة الجامعة العربية، لبحث المعضلات التي تواجه تكوين الحكومة العراقية وقال الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في بيان أصدره بهذا الشأن إن دعوة خادم الحرمين الشريفين امتداد لمواقفه النبيلة تجاه الأمة العربية والأمة الإسلامية ، وهي تؤكد علي حكمته وإنسانيته وما يتمتع به من شفافية وحرص علي الأمة المسلمة ، وعلي إصلاح حال شعوبها ومؤسساتها، واستقرار الأوضاع في بلدانها . وأضاف الدكتور التركي إن دعوة خادم الحرمين الشريفين تنطلق من منطلق إسلامي، ومن وعي بواقع الأمة، يفرض علي كل عربي ومسلم أن يمد يده إلي أخيه للتصافي والتعاون، وما أجمل تعبير خادم الحرمين الشريفين في ندائه // هذه أيدينا ممدودة لكم، ليصافح الوعي راحتها، فنعمل سوياً من أجل أمن ووحدة واستقرار أرض العراق، وشعب العراق الشقيق // . وأكد أن المنطلق الإسلامي لخادم الحرمين الشريفين جعله يؤكد علي الوحدة والتضامن والتكاتف والتعاون، فذلك أمر إلهي ،وقال سبحانه: (وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي وَلا تَعَاوَنُوا عَلَي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) ، ومن هنا بين خادم الحرمين الشريفين أن وحدة شعب العراق وتضامنه سيكون سداً منيعاً في وجه الساعين إلي الفتنة، مهما كانت توجهاتهم ودوافعهم، وأن الحال التي يريد أن يكون عليها شعب العراق هي حال التعاون التي تمكنه كما قال من إعادة بناء وطن الرافدين الذي كان وسيظل مع أشقائه العرب حصناً حصيناً ضد كل فرقة أو فتنة أو عبث لا يستفيد منه غير أعداء الأمة . وأضاف الدكتور التركي إن أوضاع شعب العراق ، وتسلل الخلافات إلي صفوفه، وعدم تمكن قادته من التوصل إلي تكوين حكومة تحقق الأمن والاستقرار والنماء للعراق جعلت خادم الحرمين الشريفين يؤكد في عباراته علي الوحدة، منطلقاً حفظه الله من نهي الله عن الفرقة: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) . وقال أمين عام رابطة العالم الاسلامي إن الرابطة تهيب بشعب العراق وقادته للإنصات إلي صوت الحكمة الذي عبر عنه خادم الحرمين الشريفين، وإن الرابطة تلقت من علماء الأمة وممثلي شعوبها في المؤتمر الذي عقدته في شهر شعبان الماضي بعد مرور خمسين سنة علي إنشائها بعنوان: (رابطة العالم الإسلامي .. الواقع واستشراف المستقبل ) وبرعاية خادم الحرمين الشريفين أيده الله نداءً بشأن العمل علي وحدة العراق، وتكوين وفد إسلامي لزيارته واللقاء بالقيادات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية لبحث المشكلات الداخلية، وحثِّ قياداته علي التآلف والتفاهم والحفاظ علي وحدة العراق، والتعاون في مجالات التنمية المختلفة ) . وأكد الأمين العام للرابطة أن خادم الحرمين الشريفين عبر في ندائه عن الآمال التي تتطلع إليها الشعوب الإسلامية بشأن العراق ووحدة شعبه وأراضيه، وأن هذا الاستشعار الواعي والصادق يجعل من مبادرات خادم الحرمين الشريفين أملاً للمسلمين لحل المشكلات التي تواجه الأمة الإسلامية وشعوبها في كل مكان من جانبه قال الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة " إن نداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلي الشعب العراقي بقياداته وكتله السياسية للاجتماع في الرياض بعد الحج مباشرة لدعم تشكيل الحكومة العراقية يعد أمرا طبيعيا اعتدنا عليه دائماً من ملك الحكمة والإنسانية الذي لم يقتصر حرصه ورعايته علي شعبه فقط بل تجاوز ذلك ليشمل الأمتين الإسلامية والعربية . وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية " إنها دعوة نابعة من أخ محب للخير يريد أن يجمع شمل العراقيين علي رأي واحد حفاظاً علي العراق وشعبه ؛ فما يحدث الآن ما هو إلا خلاف يفت في عضد الأمة ولن تحمد عواقبه ". وأهاب بأن تتضافر جهود الجميع لتحقيق هذه الدعوة النابعة من المحبة والأخوة التي يكنها للعراقيين جميعاً وفي ختام تصريحه دعا رئيس هيئة البيعة العلي القدير أن يطيل عمر خادم الحرمين الشريفين وأن يحقق مساعيه الطيبة لخدمة المسلمين والعرب وأن يحفظه لأمته ووطنه