اصبح السؤال الأصعب الذي لن تجد عليه إجابة شافية، هو الي اين نحن ذاهبون؟ او بمعني أدق ماذا تتوقع ان يكون الغد ؟ سؤال من المستحيل ان تجد شخصين مجتمعين علي إجابة واحدة، الجميع مختلف علي رسم سياسات المستقبل القريب والأمر ان التشاؤم هو اللغة الغالبة علي الإجابات التي يمكن ان تنتج عن هذا السؤال ، الرئاسة في جانب تحاول ان تتفادي العواقب التي أمامها ، والسياسيون كل منهم لدية رؤية مختلفة عن الاخر والانقسامات تدب في أوصال من كانوا أصدقاء الأمس، والشارع منفلت ولا يملك احد السيطرة عليه، وأجهزة الدولة تسير بدون منهجية واضحة لا هي بكاملها مع السلطة الحاكمة ولا هي تدعم اتجاها بعينه وانما خليط ينذر بخطر نتيجة عدم وجود سياسات واضحة لا تتغير بتغير الاشخاص او الحكومات . تلك هي الدوامة التي نعيش فيها ونحيا بداخلها يوميا ، في انتظار الحدث او ان نصبح رد فعل لموقف ولا نملك سوي التضرع لله سبحانه وتعالي ان نحيا في سلام بعد ان هدتنا الاحداث المتلاحقة وجعلت الجميع يعيش في كآبة وفي انتظار ما هو أسوأ، دون ان نسعي الي تغير ما هو متوقع او قادم ، وكأننا عدنا الي لحظات الاستسلام التي كنا نعيش فيها في الماضي وننتظر المجهول ليكون علي يديه الخلاص الذي نتمناه ولا نبذل الجهد من اجل تحقيقه، حالة من الإحباط نادرة الحدوث لشعب أبهر العالم بثورة وعاش علي نجاحها يمتص رحيقها حتي نفد دون ان يفكر احد في ان يرعاها او يحافظ علي أوراقها وثمارها، الجميع سعي لقطع الثمار ونسوا ان الثمار الطيبة لابد ان تنضج قبل قطفها . وكنا فريقين ولكن اصبحنا فرقا ونسينا ان التوحد هو القوة التي ستخرجنا مما نحن فيه وسعينا للتشرذم بإرادتنا مهرولين الي مستقبل مجهول لا يمكن لأحد ان يحدد ملامحه، ولا يمكن إدانة طرف دون اخر لان الجميع أخطأ في حق الوطن ولن ينسي لنا التاريخ ما نحن فاعلين بمصر ، والكارثة اننا مستمرون فيما نحن فاعلون ولا نستفيد بالدروس التي تعلمناها منذ بداية الثورة حتي الان ، والسبب في كل ذالك هو التكالب علي السلطة وشهوة القيادة والرغبة في الاستحواذ وهي أمور لها وجاهتها ولكن لا تكون علي حساب أمة وشعب لا يملك أغلبه قوت يومه وكسر ظهره غلاء المعيشة والانهيار الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة وغلق المصانع وتدهور الناتج القومي ، والجميع يتقعرون في وسائل الاعلام بالحلول وجميعها بعيدة كل البعد عن الحل المثالي الذي ينتظره الغالبية في ان يجدوا حياة بلا متاعب يومية يفقدون فيها قيمة الحياة الكريمة التي كانوا يتمنون العيش في كنفها بعد الثورة ولكنها لم تتحقق ولو النذر اليسير منها، انها الملهاة الكبري ان يكون هذا حالنا بعد عامين من يناير 2011 وبعد عدد من الاستحقاقات السياسية التي شاركنا فيها جميعا وكانت الغلبة فيها لرأي الصندوق ليتحقق بدايات ديموقراطية سعينا جميعا للحصول عليها ولعناها بعد ان جاءت النتائج عكس ما كنا نتمني . الاستمرار فيما نحن فيه سائرون خطيئة ، والخطيئة الاكبر الا يكون هناك راشدون يملكون زمام الامر للإنقاذ مما هو قادم والذي لا يملك احد ان يتنبأ به.