تشهد جبهة الانقاذ الوطني حالة من الانقسام والتباعد في المواقف بين قيادتها وشبابها قد تهدد مستقبل الجبهة علي المدي القريب، ففي الوقت الذي يرفض فيه الشباب الممثلون عن الحركات المنضوية تحت مظلة الجبهة خوض الانتخابات البرلمانية والرهان علي التظاهرات والاضرابات والعصيان المدني مازال قيادات الجبهة يعولون املا كبيرا علي قبول الرئاسة لمطالبهم التي اعلنوها كشريطة لحضور جلسات الحوار الوطني وتحديد موقفهم من الانتخابات البرلمانية القادمة. مظاهر الخلاف هذه لم تبد في تباين المواقف حول الانتخابات البرلمانية فقط ولكنها تعددت وخاصة في مواقف قيادات الجبهة من المسيرات والتظاهرات التي طالما تعلن الجبهة عدم تواجدها في الاماكن التي تشهد اشتباكات بين عناصر المتظاهرين وقوات الامن الامر الذي اثار غضب شباب الجبهة من القيادات الذين اعتبروهم لا يساندون التظاهرات التي يتم تنظيمها في الشوارع والميادين وهو ما يدل وجود فجوة في المواقف بين قرارات القيادات وتحركات الشاب في الشارع . واكد الدكتور جمال زهران عضو مجلس امناء التيار الشعبي الذي يتزعمه المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة السابقة حمدين صباحي ان هناك انقساما شديدا بين الشباب والنخبة داخل الجبهة نتيجة الفجوة بين سقف المطالب بين الطرفين فالجبهة مطالبها متأخرة كثيرا عن مطالب تيار شباب الثورة وينبغي ان يتم اعادة تشكيل الجبهة بصورة ثورية والا ستكون معرضة للتفكك في القريب العاجل. واضاف زهران ان التيار الشعبي هو تيار ثوري والاختلاف الشديد في المواقف بسبب وجود شركاء داخل جبهة الانقاذ ليسوا ثوريين مشيرا ان التيار لم يكن متعجلا في الانسحاب من المشاركة في الانتخابات البرلمانية وعلي الجبهة ان تبادر بذلك وتتبع آليات الاحتجاج السلمية لالغائها. وفي السياق نفسه اعلن التيار الشعبي مقاطعته الانتخابات البرلمانية القادمة وعدم الخوض بأي من المرشحين تحت اسمه. من ناحية اخري اكد د.عبدالله المغازي عضو جبهة الانقاذ ان هناك فجوة متمثلة في اتباع الشباب للطريق الثوري بينما يفكر الكبار في المكاسب السياسية والاختلاف في الداخل ينم عن الديمقراطية والقرارات لا بد ان يخضع الاقلية لراي الاغلبية داخل الجبهة لاننا ليس تنظيما او جماعة مضيفا ان الاختلاف ظاهرة ايجابية داخل كيان الجهة.