صحيح.. يجب أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب.. ولا أعتقد أن المقصود بهذه المقولة، الاكتفاء بمراعاة، أن يكون العلم، والخبرة، والكفاءة، هي المعايير التي يتم علي أساسها اختيار شخص معين لأداء وظيفة معينة، دون الانتباه الي ضرورة توافر مقومات أخري ضرورية.. في مقدمتها الهيبة، والحضور، وتناسق أعضاء الجسم، ومكونات الوجه، والقدرة علي السمع، والنطق السليم عند الكلام، وإجادة التعامل مع الآخرين، والتكيف مع المتغيرات في شتي المواقف. من غير المعقول عند اختيار وزير مثلا التغاضي عن كونه قصير القامة عن الحد المعقول، او بدين الجسد اكثر من المألوف.. أو ضخم الرأس، أو يعاني من صلع تام، أو له أنف كبير، وعينان ضيقتان، وشفتان غليظتان، أو في وجنتيه وجبينه حفر تركها مرض الجدري الذي أصيب به عندما كان صغيرا.. أو في حاجة إلي إجراء عملية ازالة محمية زائدة في جيوب انفه.. أو له وجه طفولي!! ومن غير المعقول، أيضا، اختيار مذيع علي وجهه صرامة وغلظة.. أو نسمات سحنته منفرة.. أو صوته أجش، أو مبحوح.. أو غير قادر علي التحكم في مخارج الألفاظ أو مغرور أو نجسي أو حريص علي التعالي وادعاء المعرفة عندما يقوم بإجراء لقاءات أو حوارات مع متخصصين!! ومن غير المعقول، كذلك، اختيار مدرس تربية رياضية، يعاني من نحافة جسد ملفتة للانتباه، أو مصاب بأنيميا مزمنة، أو بمرض الربو، أو بالتهاب المفاصل!! زمان كان المتقدم لشغل وظيفة في احدي الشركات يتحتم عليه الخضوع لما يسمي ب »المقابلة الشخصية« للتأكد من أنه يتمتع بالمقومات التي تؤهله للوظيفة.. وكان المتقدمون للالتحاق بالكليات العسكرية يخضعون لما يسمي ب »كشف الهيئة«.. وطبعا كان لذلك فوائد جمة.. منها أنه من الصعب أن نصادف ضابطا شكله لا مؤاخذة.. واللهم لا اعتراض!!