الشلل يصيب الحياة في بورسعيد

مظاهرات الألتراس تعطل الدراسة وتمنع دخول شاحنات البضائع والسولار قطع »مؤقت« للطرق .. واستمرار الامتحانات بالجامعة والعمل في الميناء.. والبنوك تحت حماية الجيش

تسببت مظاهرات ألتراس مصراوي في بورسعيد أمس في اصابة الحياة داخلها بالشلل في العديد من المواقع والمصالح.. تعطلت الدراسة تماماً في مدارس المحافظة وكان مقرراً بدء الدراسة بها أمس بعد اجازة نصف العام كما تم قطع العديد من الطرق والسكك الحديدية.. حيث طالبت المظاهرات بالقصاص لشهداء بورسعيد.
وتسببت الدعوة للعصيان في انصراف أغلب موظفي المصالح الحكومية والعامة من الموظفين بعد أن آثر المسئولون عنها عدم وقوع مصادمات مع أعضاء الألتراس.
وأحجمت الشاحنات عن دخول المدينة والميناء وكذلك شاحنات الوقود إلا أن المسئولين أكدوا أن الاحتياطي يكفي وشهد ميدان المحافظة تجمعاً كبيراً لسيارات الميكروباص التي أضربت عن العمل.
وفي ميناء بورسعيد استمر العمل في عمليات الشحن والتفريغ من السفن حيث تم افراغ 9 سفن من البضائع والحاويات كما استمرت الامتحانات في جامعة بورسعيد واستمر العمل في البنوك التي تخضع لحماية القوات المسلحة.
فقد عاشت بورسعيد أمس يوما من أيامها غير العادية بعد أن أصيبت الحياة فيها بما يشبه الشلل حيث تعطلت الدراسة في جميع المدارس وكان المفترض ان تبدأ اليوم بعد عطلة اجازة نصف العام كما خلت المصالح الحكومية من الموظفين بعد اخلائها من الموظفين خوفاً من حدوث احتكاكات بينهم وبين المتظاهرين في الشوارع والذين طافوا يناشدون الجميع الالتزام بالعصيان وقد خرجت بعض الجهات عن هذا الاستثناء حيث انتظم العمل في البنوك التي تعمل تحت تأمين القوات المسلحة وكذلك استمرت امتحانات نصف العام في سيرها الطبيعي بكليات الجامعة وكذلك في مصانع المنطقة الحرة العامة للاستثمار وفي ميناء بورسعيد وقد أعلن ألتراس المصري في بيان له علي صفحته الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن ما حدث في بورسعيد أمس من العصيان يؤكد قدرته علي الضغط لتحقيق المطالب التي ينادون بها وعلي رأسها حقوق الشهداء
تعطل جميع المدارس
وكانت أبرز مظاهر تداعيات العصيان المدني أن الدراسة بجميع مدارس بورسعيد كان المفترض ان تبدأ أمس بعد ان مد المحافظ اجازة نصف العام لاسبوع اضافي إلا أن المدارس لم تفتح أبوابها نظرا لخوف أولياء الأمور علي أبنائهم فأحجموا عن ارسالهم للمدارس في حين تواجد مديرو المدارس والمدرسون بينما شهدت مدارس مدينة بورفؤاد حضورا هاماشيا لا يتجاوز ال10٪ من نسبة اجمالي الطلبة حيث ان الاحداث جميعها تركزت في مدينة بورسعيد وتابعتها مدينة بورفؤاد وفي الوقت الذي تعطلت فيه الدراسة بمدارس المحافظة استمرت أعمال الامتحانات بكليات جامعة بورسعيد والتي بدأت منذ أول أمس السبت وأكد الدكتور عماد عبد الجليل رئيس الجامعة ان الامتحانات سارت بشكلها الطبيعي في جميع كليات الجامعة والذي انتظم أكثر من 80٪ من طلبة الجامعة لأداء الامتحانات في بورسعيد بينما استمرت الامتحانات للطلبة المغتربين في فرع جامعتي دمياط والاسماعيلية بنسبة تقل عن ال20٪ كما تلاحظ زيادة عدد الطلبة الوافدين إلي المدن الجامعية عن بداية الامتحانات أول أمس.
شلل بالمصالح الحكومية
ولم يختلف الحال كثيرا في المصالح الحكومية المختلفة عن المشهد في مدارس المحافظة حيث توجه عدد من العاملين إلي مصالحهم في مبني ديوان عام المحافظة وهيئة ميناء بورسعيد والسنترال وغيرها إلا أن المظاهرات الحاشدة التي طافت بورسعيد منذ الصباح الباكر تدعو إلي الاضراب والانضمام للعصيان المدني وأجبرت مسئولي هذه المصالح علي اعادة الموظفين من حيث اتوا وكانت بعض المصالح هي الاستثناء من هذا المشهد حيث انتظم العمل في البنوك والتي تعمل تحت تأمين القوات المسلحة وكذلك انتظم العمل في مصانع الاستثمار والتي تضم اكثرمن 35 ألف عامل وكذلك في مديريتي التموين والصحة وقد وصلت مظاهرات الألتراس إلي داخل منطقة الاستثمار لأول مرة ولكن لم تؤثر علي استمرار العمل بالمصانع وقد قامت مظاهرات للالتراس بقطع طريق السكة الحديد بين بورسعيد وباقي المحافظات لمدة ساعة كما قاموا بقطع الطرق الداخلية في محاور المرور الرئيسية بالمدينة وامام مبني المحافظة وقد انضمت مجموعات من سائقي الميكروباص وبعض الطلبة إلي مظاهرات العصيان وتجمعت سيارات الميكروباص امام مبني المحافظة في الوقت الذي طافت فيه جماعات أخري شوارع المدينة تحث النزر القليل من المحلات التي فتحت أبوابها وبعض سيارات الأجرة والميكروباص إلي الانضمام لحالة العصيان المدني.
رغم جميع المخاوف
وفي داخل ميناء بورسعيد توقف العمل تماما في المبني الاداري بعد اخلائه من الموظفين في حين استمر في عمليات شحن وتفريغ السفن علي أرصفة الميناء فقط كما اكد اللواء أحمد شرف رئيس هيئة مواني بورسعيد وقال أن العمل في ميناءشرق بورسعيد انتظم دون أي مشاكل نظرا لبعده عن بؤرة الأحداث في المدينة في الوقت الذي شهد فيه الميناء القديم بغرب بورسعيد انتظام العمل علي أرصفة الميناء فقط في تفريغ وشحن 9 سفن من سفن البضائع والحاويات وتمثلت المشكلة في إحجام الكثير من الشاحنات عن الوصول للميناء خوفا من الأوضاع ونفس الموقف اكده صفوت عمار مدير مديرية التموين والذي قال ان شاحنات نقل السولار أحجمت طوال اليومين الماضيين عن الوصول لبورسعيد بسبب الأوضاع الأمنية ودعوي العصيان المدني وتسبب ذلك في أزمة في السولار والذي لم يتوفر إلا في محطة واحدة تم توجيه سيارات النقل والأجرة إليها وشهدت تكدسا وازدحاما وبعد ظهر امس نجحنا في ادخال ثلاث سيارات شاحنات للسولار حملت 150 ألف لتر تم توزيعها علي محطات المدينة لتغطي نصف احتياجات المحطة ولم تحدث أي مشكلة بالنسبة للبنزين رغم عدم وصول سيارات الشحن إلا أن أرصدة المحافظة منه كافية لتغطية الاحتياجات لعدة أيام واضاف مدير التموين ان الحركة سارت طبيعية في أسواق المدينة والمجمعات الإستهلاكية والمخابز ولم تحدث أي أزمة في المواد التموينية والغذائية كما سارت الحركة أيضا طبيعية في اوتوبيسات النقل العام بين بورسعيد وبقية المحافظات وعلي الرغم من حالة الاكتئاب والحزن التي غطت علي الحياة العامة في بورسعيد إلا أن الشئ الإيجابي حتي ظهر أمس أن الأمور سارت بشكل سلمي دون وقوع حوادث عنف.