لست إخوانياً ولا سلفياً ولا أنتمي إلي الإنقاذ والفلول ولكني مواطن أحب بلدي مصر التي في خاطري.. مصر النيل والأهرامات والأزهر والأرض الطيبة بأهلها.. مصر العراقة والتاريخ والحضارة والأمجاد والفنون وقلب العروبة النابض.. ولكن مصر الآمنة المطمئنة بهلالها وصليبها ماذا حدث لها؟ هل تبدلت الأرض وأصبحت غير الأرض التي عشنا فوق ترابها، أم ماذا؟! المشهد العام لا يسر عدواً ولا حبيباً، تظاهرات واعتصامات تحمل طابع السلمية وفجأة تنقلب إلي دموية بفعل الحجارة والخرطوش والمولوتوف، ولم نعد نفرق بين الثوري الذي ينادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وبين البلطجي الذي يرشق الممتلكات العامة والخاصة ويقطع خطوط السكك الحديدية ومترو الأنفاق ويشعل النيران ويعطل حركة المرور فوق الكباري ويشيع الفوضي في كل مكان، ولم نعد نميز بين الجاني والمجني عليه.. اختلط الحابل بالنابل وغاب صوت العقل ولم يعد فينا رجل رشيد!! في الماضي القريب كنا نستشعر الرهبة من رجل الأمن ولكن الآن أصبحنا نفتقد وجوده بشدة ونسأله العودة من كل قلوبنا بعد أن سادت لغة القوة وعلا صوتها علي القانون!! وما نخشاه كمواطنين بسطاء لا ناقة لنا ولا جمل في الخلافات السياسية أن تطول غيبة الأمن رغم أهميته القصوي في حياتنا.. وهو ما لا نتمناه من كل قلوبنا علي اعتبار أن الأمن هو صمام الأمان وبدونه تستوي الحياة مع الممات.. ونتضرع إلي رب العالمين أن يحمي مصر من كيد الطامعين!!