بدأ أمس في الدير المحرق بالقوصية، محافظة أسيوط، المؤتمر السنوي لمؤسسة مار مرقس العلمية تحت رعاية قداسة البابا تاوضروس الثاني، مازلت أذكر لقائي وتعرفي بالدكتور فوزي اسطفانوس أحد عباقرة الطب في العالم، وللأسف فإنه غير ذائع الصيت لأبناء وطنه مثل الدكتور مجدي يعقوب، ربما لطبيعة التخصص الذي عمل فيه، التخدير، الكل يعرف الجراح الذي يقوم بالعملية، لكن طبيب التخدير له دور مصري، وأبحاث التخدير وتطور خطواته خاصة في مجال عمليات القلب المفتوح مدينة لجهود فوزي اسطفانوس العالم المصري ابن قرية نجع الشجرة محافظة سوهاج والذي مازال يحتفظ باللهجة الصعيدية، مازلت أذكر لقائي به في كليفلاند عام ستة وتسعين وكان رئيساً لقسم التخدير، أصر علي تخديري بنفسه، وكان من عوامل هدوء روحي أن آخر وجه أراه قبل ذهابي إلي السبات العميق مصري، ليس مصرياً فقط ولكن صعيدي صميم، في ذلك الحين وخلال النقاهة حدثني عن قرب إحالته للتقاعد، واقترحت عليه أن يؤسس جمعية علمية للتاريخ القبطي فما أقل الذين يلمون به في مصر، وبدون معرفته والإحاطة به، لا يمكن التعرف علي روح مصر الدفينة، فمصر طبقات متفاعلة، ومازلت أري ضرورة تدريس التاريخ القبطي في المدارس باعتباره من مكونات مصر الأساسية، بدأ الدكتور فوزي سعيه وخطواته، وبدأ تأسيس مؤسسة مار مرقس الرسول التي دعمها قداسة البابا شنودة وبدأت نشاطها العلمي علي مستوي العالم، وأصدرت مطبوعات مهمة تضم حصيلة مؤتمراتها التي خصصت كل منها لجزء من مصر »ابرشية« وأصبح الملتقي فرصة للقاء أكبر علماء الدراسات القبطية في العالم، في هذا العام يعقد المؤتمر في الدير المحرق أحد أهم الأديرة في العالم، ويقع عند حافة الصحراء ونهاية الوادي المزروع أو العكس، إنه النقطة الأخيرة في رحلة العائلة المقدسة إلي مصر، والجديد في المؤتمر أن سبعة من المطارنة سيقدمون دراساتهم وشهاداتهم عن الأديرة التي أشرفوا عليها، وتلك شهادات ثرية فلن يقتصر الأمر علي الأساتذة فقط، والمتخصصين الأكاديميين، ولكم تمنيت أن يحظي المؤتمر باهتمام إعلامي لأهميته لمصر الماضي والحاضر أيضاً.