هل يعقل أن الشعب المصري الذي أذهل العالم بثورته العظيمة وبأخلاقياتها الرفيعة، وأبدع مفردات ومواقف ثورية أصبحت حقوق طبعها محفوظة للشعب المصري وبراءات اختراعها وقفاً عليه وحده ، وما نسجه من مجد أضيف إلي أمجاد أمتنا المصرية العظيمة التي لا يقل روعة عن بناء الأهرامات بل أكثر روعة لأنه يتعلق بالعلاقات الإنسانية بين أنماط بشرية اختلفت فكرياً وسياسياً ودينياً أحياناً ولم يستطع أحد أن يفرق بينهم ولأول مرة يسمع من خطيب جمعة أيها الإخوة المسلمون وأيها الإخوة المسيحيون. فهل يعقل بعد هذه الروعة من وحدة الصف ومتانة العلاقة وأواصر الإخوة أن نترك فرجة للشيطان أي شيطان خارجي أو داخلي لينفذ منها إلي أطماعه الرخيصة وأمانيه الدنية الحقيرة لينال من قدسية الثورة ومن عظمة الشعب وأمن الوطن؟ وهل يعقل أن نستبدل نعيق البوم بصدح البلابل وزقزقة العصافير؟ أيعقل أن تختفي اللغة الحانية ليحل محلها لغة المولوتوف والرصاص الحي والأسلحة البيضاء؟ هل عجزنا عن إدارة حوار سياسي هادف مهما اختلفت وتباينت وجهات النظر وعجباً ممن يتاجرون بدماء المصريين بحثاً عن كسب سياسي رخيص ويعزف علي ناي الضلال والزور أحط مقطوعة في نوتة الخراب ، ثم يخرجون علي الشعب لابسين مسوح الرهبان ويتحدثون بأسم الشعب وهو منهم براء ويتشدقون بالوطنية وقد تنزهوا عنها وتجد في فلتات ألسنتهم ما يعكس أحقادهم وضغائنهم . والآن أقولها وأنا علي يقين بصدق تحققها ستنجلي الغمة وينقشع الظلام عن مصرنا الحبيبة لتعود أكثر إشراقا، كما أؤكد أنه رغم الوضع الامني المنفلت والواقع الاقتصادي المأزوم والمشهد السياسي المحبط وأمواج التحرش السياسي المتلاطمة والمكايدات الحزبية الضيقة سترسو سفينة الوطن إلي بر الأمان ، فمصر كنانة الله في أرضه من أرادها بسوء قصمه الله "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".