قبل أسبوعين فقط فوجئ الشعب المصري بقيام احدي الحركات بالدعوة علي صفحات موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك« لإطلاق حركة »البلاك بلوك« أو »الكتلة السوداء« في مصر، وتجاوز عدد المشاركين في فترة قصيرة عشرة آلاف، واقتصر عمل صفحة الكتلة السوداء علي الدعاية للمشاركة في مظاهرات أمس الخامس والعشرين من يناير معتمدة علي إنكار الذات مؤكدين أن أي شخص يخرج للإدلاء بتصريح صحفي أو يكشف عن نفسه لا ينتمي للمجموعة، وأن القناع الأسود يهدف إلي عدم التعريف بعضو المجموعة حتي يبقي مجهولا. لكن خطة الصفحة تغيرت، أمس الأول الخميس، فبدلا من اقتصار الدعاية علي مظاهرات الثورة قررت المجموعة النزول يوم 24 بمجرد بدء الاشتباكات التي وقعت في شارع قصر العيني للتضامن مع المعتصمين، وأعلنت أنها ستكون أول عملية من عمليات »البلاك بلوك« في مصر. وتعتمد المجموعة في تنظيم نفسها علي بقاء أفرادها مجهولي الهوية بمجرد تكوين مجموعة صعيرة يتراوح عددها بين 5 و50 شخصاً يبقي علي الأعضاء الانتظار لتحديد ساعة الصفر، التي تم تحديدها في ميدان طلعت حرب الخميس الماضي. حركات الBlack Block أو المجموعات الثورية السوداء حول العالم تعتبر نوعا من أنواع الاحتجاج عن طريق التظاهر بشكل مختلف حيث تعتمد علي تكتلات صغيرة لا تعرف بعضها ولا توجد بينها صلة تلتقي في نقاط تجمع محددة وتهدف تظاهراتها إلي تدابير هجومية علي الممتلكات الرأسمالية والشركات الاقتصادية الكبري مثل البنوك العالمية ومنافذ الشركات متعددة الجنسيات ومحطات البنزين وكاميرات فيديو المراقبة في الشارع. وتمتد تحركات البلاك بلوك حسب تحركاتهم السابقة في عدد من دول العالم إلي مساعدة المتظاهرين وتقديم الإسعافات الأولية للأشخاص المتضررين من الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ومحاربة الشرطة عن طريق بناء المتاريس.
تنظيم عالمي نشأت أول حركة للبلاك بلوك منتصف الثمانينيات في ألمانياالغربية في عدد من مقاطعات مدينتي برلين وهامبورج بغرض التصدي لمحاولات الإخلاء المتكررة من قبل الشرطة الألمانية للسكان واضعي اليد لعدد من من أحياء برلين وهامبورج من أجل إنشاء محطة للطاقة النووية حيث قامت الشرطة حينذاك باستخدام العنف المفرط ضد متظاهري بلدية بروك دورف الألمانية الرافضين إنشاء محطة للطاقة النووية وتم الهجوم عليهم أثناء اعتصامهم السلمي بأرض المشروع واعتقل الآلاف.لم تخرج الكتلة السوداء من ألمانيا في البداية إلا للولايات المتحدةالأمريكية عام 1989 في مظاهرات أمام البنتاجون في يوم الأرض وضد سياسات حرب الخليج وقد أدخلها نشطاء اللاسلطوية الأناركية بأمريكا الشمالية، ونظموا عددا من الاحتجاجات وأحدثوا تلفيات في عدد كبير من المنشآت الخاصة لأشهر العلامات التجارية مثل جاب للملابس، وستاربكس للمقاهي، وعدد من المحال التجارية الضخمة بمدينة سياتل، وذلك خلال المظاهرات المناهضة لمنظمة التجارة العالمية عام 1999.. وقدمت "البلاك بلوك" نفسها علي أنها جزء من الكل في العالم يسعون لتحرير الإنسان وهدم الفساد وإسقاط الطاغية في كل بقاع الأرض ورفعت شعارها الذي يتمثل في اتحاد الهلال مع الصليب وأعلام مصر.
القصاص بأيدينا في ميدان طلعت حرب وقف مئات الشباب أمس الأول بملابس سوداء وأقنعة أخفت وجوههم أمسك أحدهم بطبلة وبدأ الثاني يدق وانتحت مجموعة جانباً وأدت الصلاة في جماعة وعندما صعد أحد أعضاء المجموعة إلي تمثال طلعت حرب الذي يتوسط الميدان وبدأ يلوح بعلم أسود كتب عليه BB Revolution وعينه صوب ميدان التحرير معها بدأ المئات يتحركون بينما كانت ترمقهم نظرات الارتياب والقلق من علي الرصيفين، وشخص يسأل آخر: هو فيه إيه؟.. تحركت المسيرة علي دق الطبول والتصفيق بطول شارع طلعت حرب إلي ميدان التحرير كانت أياديهم ترتفع وتلوح في الأفق وذهبوا إلي شارع قصر العيني حيث الاشتباكات الواقعة بين الأمن والمتظاهرين الذين هللوا عندما وجدوهم يقتربون بالأقنعة السوداء.. وفي لحظة، هجموا علي شارع قصر العيني وألقوا عدداً من قنابل المولوتوف وألقوا إطارات السيارات بعد حرقها علي قوات الأمن خلف الجدار الخرساني بشارع قصر العيني، وأشعلوا النار في إحدي اللوحات الكهربائية لمجمع التحرير بعد وصول مسيرة لاالبلاك بلوكب من ميدان طلعت حرب، مرتدين الملابس السوداء والأقنعة السوداء للمطالبة بالقصاص العادل من قتلة شهداء مجزرة بورسعيد، والتي رفع فيها البلاك بلوك لافتات مكتوباً عليها »القصاص بأيدينا« و»الانتقام« و»دم.. دم« ورفعوا أعلاماً سوداء مكتوباً عليها BB Revolution. حريق إخوان أون لاين يشار إلي أن حركة الكتلة السوداء المصرية »البلاك بلوك« أو القناع الأسود أعلنت مسؤوليتها عن حرق فرع مطعم امؤمنب بوسط البلد بزعم أنه ينتمي للإخوان، كما أعلنت أيضاً علي صفحتها علي افيس بوكب مسؤوليتها عن الحريق الذي نشب في مقر الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين إخوان أون لاين بالتوفيقية. وقالت الحركة إنها لم تدع لحرق أو تخريب أو تكسير أو اقتحام أي مؤسسة حكومية أو غير حكومية يوم 25 يناير وما تلاه من أيام وأضافت الحركة في بيان لها عبر صفحتها الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك«: »نحذر أي شخص تسول له نفسه الاعتداء علينا أو علي المتظاهرين، فسنتصدي لهم ولو دفعنا حياتنا ثمناً لذلك«. وقال البيان: »في كل حدث يجذبونا إلي الاعتداء عليهم مما يثير الرأي العام ضدنا، لكن لن نقع في الفخ مرتين، فلن نكون طرف الاعتداء هذه المرة، لكننا سنكون الطرف المدافعب« وأكدت الحركة أنهم ليسوا تابعين لأي مجموعة أخري في مصر، وأنهم مجموعة منعزلة ليس لها قائد وإنما يجمعهم حب مصر. وأضافت أنهم ليسوا حركة أو تنظيماً سياسياً أو ثورياً، لكنهم فكرة، لابد أن تعبر نافذة كل بيت في مصر وتمر في كل شارع. وقال البيان إن أعضاء »البلاك بلوك« هم شعب مصر الثوري وليس نحن، فمن يدير الصفحة هو فقط مجمع لأفكار الناس في مكان، مضيفاً إن من سيقود المسيرة هو أنتم شباب مصر، من قاموا بثورة 25 يناير 2011 ومن سينتفض ضد الإخوان واختتمت الحركة بيانها قائلة: »في النهاية، نحن لسنا بلطجية ولا مخربين، وإنما نحن ندافع عن مصر من إجرام الإخوان«. الكتلة السوداء .. ظاهرة جديدة علي المظاهرات في مصر القناع الأسود .. شعار البلاك بلوك