"احتفلت القوات المسلحة بالذكري الثانية لثورة 25 يناير المجيدة داخل وحداتها من خلال تكريم أسر شهداء من أبناء المؤسسة العسكرية ومصابي العمليات خلال تأمين المنشآت والأهداف الحيوية خلال الأحداث وكذلك الضباط والجنود الذين شاركوا في دور القوات المسلحة أثناء مساندتها ثورة الشعب المصري العظيم .. التقت "الاخبار " بعدد من أسر الشهداء ومصابي العمليات وعناصر الجيش التي شاركت حماية الثورة ومكتسباتها .. أكدت الأسر التي فقدت أبناءها أن عزاءهم الوحيد هو استشهاد أبنائهم في سبيل رفعة الوطن الغالي وفداء شعبه العظيم وثورته وأن المؤسسة العسكرية لا تنسي أبناءها أبداً ولا تفرط فيهم وأسرهم هو ما يهون عليهم فجيعتهم .. وقام اللواء ا.ح. توفيق توحيد قائد المنطقة المركزية العسكرية بتكريم مصابي واسر شهداء القوات المسلحة في احداث الثورة .. وخلال تولي المجلس الاعلي للقوات المسلحة ادارة شئون البلاد. كانت البداية مع أسرة الشهيد النقيب أحمد سمير رمضان " من سلاح المدرعات " الذي استشهد يوم 7 فبراير 2011 أثناء أداء مهمته بنقطة تأمين أمام مركز شرطة أطفيح عندما قتلته مجموعة من تجار المخدرات ليكون أول شهيد للقوات المسلحة عقب أحداث ثورة يناير .. قال سمير رمضان حجازي " 53 سنة " " والد الشهيد " " كان أحمد أكبر أبنائي قائد دبابة بسلاح المدرعات.. واغتالوه تجار المخدرات في أطفيح ومثلوا بجثته واضاف والد الشهيد أن المؤسسة العسكرية أثبتت بالفعل أنها لا تنسي أبناءها ولا تفرط فيهم أكد مصطفي سمير رمضان " شقيق الشهيد أحمد سمير " علي كلمات والده وقال " مصابنا في فقدان شقيقي وفراقه صعب وكبير جداً إلا أن معني وقيمة الاستشهاد في سبيل الوطن هو ما يخفف عنا وقد شعرنا بذلك أثناء جنازته عندما توجهنا لدفن الجثمان ببلدتنا ببنها وشاهدنا الجميع كبيراً وصغيراً يختلط حزنهم علي فراقه بمشاعر فخرهم باستشهاد ابن بلدتهم فنحن نحتسبه عند الله شهيداً ونحمد الله علي اختيار أخي لذلك الشرف العظيم " . شهيد الواجب فؤش .. يافؤش اصحي عشان اسلم عليك وابوسك" كانت هذه اخر كلمات الشهيد النقيب محمد فؤاد عبد المنعم لوالده قبل ان يستشهد بساعات اثناء مشاركته زملاءه ضباط سلاح المدرعات في تأمين وزارة الداخلية يوم 2 فبراير 2012. وتحكي والدة الشهيد النقيب وعيناها تملؤها الدموع علي فراق فلذة كبدها "ابني الشهيد تخرج في الكلية الحربية عام 2008 والتحق بسلاح المدرعات وكان يستعد لخطبة فتاة وينتظر اليوم الذي يطرق باب اهلها ليتزوج منها وكان ابني قد حصل علي عدة ايام وهي من اجازته المعتادة وقررنا ان نذهب به الي اسرة الفتاة التي يحبها ليقترن بها وبالفعل نزل واشتري قميص ورابطة عنق ليرتديها مع بدلته الجديدة وفي نفس ذلك اليوم اتصل به زملاؤه في السلاح واخبروه انهم كلفوا بمهة حماية وزارة الداخلية وانهم الان يتعرضون لهجوم شديد من قبل المتظاهرين وبعض المتعصبين من "الالتراس" ..بعد هذه المكالمة التي تلقاها في الثانية صباحا صمم علي النزول والذها ب الي زملائه وارتدي ملابسه الميري ثم جاء وايقظني قمت مسرعة من نومي اطلب منه الا يذهب فهو الان في اجازة وسنذهب غدا الي عروسته فوجئت به صمم علي النزول لانه لايرضي ان يترك زملاءه في مثل تلك الظروف. من ناحية أخري التقت " الاخبار " بأحد مصابي العمليات من أبناء القوات المسلحة وهو المساعد أول عبد الحميد سيد عبد الظاهر " من قوة المنطقة المركزية " فقال " نزلت مع زملائي يوم 28 يناير في أحداث الثورة المجيدة حيث كُلفنا بالفصل بين الشعب والشرطة والحفاظ علي سلامة الشعب وبعدها تحركنا للحفاظ علي مبني وزارة الداخلية وكانت المسئولية صعبة لأنه كانت هناك مشاعر عداء بين الشعب والشرطة وهو ما كان يصعب علينا المهمة لأننا ندرك أن الطرفين إخوة لنا وأننا جميعنا من نسيج شعب واحد ولكننا كنا علي قدر المسئولية وتمكنا من الحفاظ علي سلامة الطرفين وكان هذا شرفا لنا لأننا أثبتنا قدرة المؤسسة العسكرية علي الحفاظ علي الوطن من الداخل والخارج في آن واحد .. وكان من أصعب المواقف التي مررت بها عندما رأيت شباباً مصرياً يحاول إشعال النيران بمبني وزارة داخلية وطنه وتمكنا حينها من إقناعهم بخطورة ذلك والموقف الثاني في موقعة الجمل عندما شاهدت أناساً من الشعب يمتطون الخيول والجمال لقتل إخوتهم المعتصمين والاعتداء عليهم لتفريقهم ولم نتأخر حينها حيث تحركنا من عند وزارة الداخلية وحتي ميدان عبد المنعم رياض وتمكنا من ضبط 73 شخصا وعددا من الخيول والجمال . مساندة الشعب من جانبه قال المساعد أول أشرف محمد ابراهيم " من قوة الفرقة الثانية بالمنطقة المركزية " دور القوات المسلحة في أحداث ثورة يناير ومساندة الشعب وحمايته كان تلبية لنداء الوطن ورغبة الشعب العظيم وكم كنت سعيداً بمشاركتي في هذا والتعامل مع الجمهور لخدمة وطني بدور مشرف سجله التاريخ .. وذكر أنه من أصعب المواقف التي مر بها ولن يستطيع نسيانها عندما توجه برفقة مجموعة من ضباط القوات المسلحة وزملائه ضباط الصف للسيطرة علي سجن الأحداث بمؤسسة الزكاة بالمرج إثر محاولة هروب جماعي وشاهد المسجونين يقومون بإشعال النيران بالمراتب والبطاطين وافتعال حالة من الفوضي يصعب السيطرة عليها إلا أن القوات المسلحة كانت دائماً علي قدر المسئولية وتمكنت من السيطرة علي الموقف . كما أكد المساعد أول عبد الوهاب سامي عبد الوهاب " من قوة المنطقة المركزية " علي هذا الدور الوطني للقوات المسلحة خلال أحداث ثورة يناير المجيدة وقال " كانت مهمتي ضمن فريق تأمين محيط ميدان التحرير ووزارة الداخلية وكنا نتعرض لأقسي أنواع الاستفزاز لدرجة أن البعض كانوا يحرضوننا علي الاعتداء علي الشرطة وعندما نحدثهم بخطورة ذلك يعتدون علينا بالسب والضرب ويلقون علينا اتهامات باطلة ولكننا التزمنا أقصي درجات ضبط النفس حتي نجحنا في أداء مهمتنا علي أكمل وجه وأثبتنا بالفعل قدرة القوات المسلحة علي حماية وتأمين البلاد والشعب من الداخل والخارج في آن واحد .