ما أجمل وأروع كلمة الخلاص التي تنتظرها النفس بشوق وترتاح لها القلوب لانها تعني نقلة كبيرة في حياة الانسان، ممن منا لا يشعر بالفرح والعظمة عندما يتخلص من مشكلة ما وعندما يكون في موقف صعب وأزمة قد احكمت حلقاتها واذا به يجد من يمد له يده لينقذه أو يلقي له طوق نجاة بعد ان أوشكت السفينة علي الغرق وبعد ان انقطع كل رجاء في النجاة، من المؤكد ستكون فرحته عارمة ولا حدود لها ذلك ما حدث بميلاد المسيح لقد كان العصر الذي ولد فيه المسيح عصر استبداد وقمع عصر من اسوأ العصور. حيث كان هناك عبودية قاسية وحكم النار والحديد للرومان، كانت كل المدن تعيش تحت سيطرة الحكم الروماني القاسي، كان الخوف هو المناخ الذي يعيش فيه الناس وكانت الحاجة الي لقمة العيش عزيزة، كانت الصورة مظلمة وقاتمة وكان الناس ينتظرون الخلاص ولا يعرفون من أين يأتي وكانت الأمنية التي وردت بأنجيل في صورة نبوة علي يد زكريا في العدد 17 حيث تقول الكلمات »خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا ليضع رحمة مع أبائنا ويذكر عهده المقدس القسم الذي حلف لابراهيم أبينا ان يعطينا اننا بلا تخوف منتقذين من ايدي اعدائنا نعبده بقداسه وبر أمامه جميع ايام حياتنا. وقد صحب مولد المسيح تلك الأجواء في تلك الليلة الباردة وقد رسم ذلك المشهد ما جاء بالاصلاح الثاني وعدد 8 من انجيل لوقا حيث تقول الكلمات كان في تلك الكورة رعاة مبتدين بحرسون حراسات الليل علي رعيتهم واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب انه ولد لكم اليوم في مدنية داود مخلص هو المسيح الرب.. قراءة ذلك المشهد تؤكد ان هناك ازمة تحتاج الي حل وخلاص وانقاذ فالمخلص هو المنقذ ذلك ما نعانيه الان وما اشبه اليوم بالبارحة فنحن قد نعيش مثل هذه الظروف التي يلف فيها الناس الخوف من الغد وما يحمله أو من الايام التي قد تأتي بما لا تشتهيه السفن ولكن قصة الميلاد تخبرنا بأن هناك دائما خلاص وحل وأنه ليس هناك مشكلة دائمة وان الغيمة لابد وان نتقشع تخبرنا بأن هناك المخلص والمنقذ الذي لابد وان يأتي ليحمل الحل ويحمل معه الانفراجة والفرح، والمخلص هنا يرمز الي الامل الذي يولده الايمان في القلوب بأن خلق الغيمة توجد الشمس وان الثقة في ذلك هي المخرج والحل ولد لكم مخلص هذه هي رسالة الميلاد وبشري تلك الذكري التي لابد وان نعيشها علي المستوي المعنوي وان نتمثل بها في سلوك حياتنا، ان المرأة عندما تقترب من الولادة قد تشعر بالحزن والانقياض لانها تعلم ما هي ساعة المخاض والألم العتيدة ان تمر بها ولكنها عندما تلد مولودها تنسي كل هذه الالم ويعم الفرح الفرح والنور يولد من قلب الظلمة بعد ليل طويل قد يكون حالك الظلام وقارس البرودة ولكن حين يولد النور وتشرق الشمس تتبدد هذه المخاوف والاحزان، ليت يكون لنا في ذكري الميلاد ما نتمثل به في حياتنا وفي مشكلتنا التي نعيشها وندرك ان الظلمة لابد وان تنقشع وان كل مشاكلنا لابد وان تزول وان المخلص لابد وان يولد. وهو يحمل معه رسالة الخلاص من كل الاتعاب وما نعانيه من مشاكل اقتصادية وسياسية وهي لا تقل عما كان عليه الحال في العصر الذي ولد فيه المسيح فياليت ذكري الميلاد تكون باعثاً لنا علي الامل في التفاؤل بأن الغد سيكون لنا وسوف نرتم تلك الترنيمة السماوية التي اعقبت ذلك المولد والتي تغنت بها الملائكة المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة..