كانت شهادة للتاريخ تلك التي ادلي بها ثلاثة من اعضاء منظمة سيناء العربية لبرنامج مصر النهاردة مساء الأحد الماضي للمذيع اللامع تامر أمين بمناسبة الاحتفال بذكري دحر العدوان الإسرائيلي علي أبواب المدينة الباسلة السويس. الأبطال الثلاثة تحدثوا عن بطولات خارقة قاموا بها وزملاؤهم وشعب السويس البطل كانت مفتاح النصر والصمود في ملحمة نتمني ان يعرفها ابناؤنا واجيالنا من الشباب الذين لم يعاصروها جيلا بعد جيل فهؤلاء الرجال كما تقول الوقائع والحقائق دافعوا بصدورهم واسلحتهم الخفيفة التي لم تزد عن قذائف الاربي جي او الصواريخ الصغيرة او البنادق الآلية جحافل العدو المدججة بالدبابات والقصف المدفعي الثقيل ودعم الطائرات القاذفة وحققوا اغلي الانتصارات. خرج العدو يهلل باحتلاله السويس ودعا ابواقه لمشاهدة دخوله المدينة الباسلة ولكن ارادة الرجال كذبت ادعاءاته عندما صدته علي ابوابها في الزيتية والاربعين والمثلث وشاهد الذين حضروا المعارك كيف دمرت دباباته ومجنزراته بفضل ضربات الرجال وشجاعتهم. روي الرجال كيف التحم الجيش والشعب في ملحمة نادرة رجالا ونساء وشيوخا واطفالا لدرجة ان العدو أحس رغم انهم قلة ان من يدافع عن المدينة هم جيش جرار يملك من العتاد والسلاح ما تعجز قواته عن مواجهته فآثر الانسحاب واستسلم بعض جنوده وهرب الاخرون وتركوا سلاحهم وعتادهم وهم لا يصدقون ما يحدث لهم. دمرت دباباته علي مشارف الزيتية وحتي عندما احتل قسم الشرطة في الاربعين طلب الاستسلام ثم هرب تاركا عاره وراءه ممثلا في عشرات الدبابات المدمرة وعشرات الجثث المحترقة لجنوده. روي الابطال كيف واجهوا نيران العدو وكيف اعدوا له العدة لمواجهته رغم قلة الامكانيات وكيف كانوا يقومون بعمليات التمويه والخداع والاستطلاع حتي بين جنوده وطوابير دباباته في منطقة عتاقة.. كيف استطاعوا تنفيذ عمليات سابقة علي الحرب امتلأت بالشجاعة والجرأة خاصة ان بعضها تم في وضح النهار كما اوضح الفدائي قناوي وعبرت مجموعاتهم قناة السويس نهارا ودمرت مجنزرات ودبابات العدو واسرت جنوده. وحكوا كيف عاشوا خلف خطوط العدو في سيناء شهورا يمدون قواتنا بكل المعلومات والوثائق التي كانت ولاشك سببا في حسن الاعداد والتمويه ومعرفة العدو عن قرب وكان ذلك احد اهم اسباب انتصارنا في أكتوبر 3791 أكتوبر. شهادات الابطال اعادتنا إلي أحلي أيام وامجاد مصر وهي الفترة التي اعقبت هزيمة 76 النكراء وانتصار 6 أكتوبر مرورا بحرب الاستنزاف التي مازالت تحمل من الاسرار ما يجب علينا ان نخرجه من افواه وشهادات من عاصروها ومازالوا احياء بيننا حتي الآن نفخر ببطولاتهم. هل رأيتم كيف يعيش هؤلاء الابطال البسطاء في كل شيء لحظات البطولة عندما يحكون عنها انهم شهادة حية علي بطولة هذا الشعب وقدرته علي تحقيق المعجزات وياليتنا نوثق شهاداتهم للتاريخ حتي لا ننسي وحتي تكون تلك الشهادات عبرة لاجيالنا ليحافظوا علي الارض والوطن دون تفريط. هؤلاء الرجال أوسمة علي صدر مصر.