ارتبط العيد القومي لمدينة بورسعيد الباسلة والذي يوافق يوم الثالث والعشرين من ديسمبر. بانتصار مصر علي قوات الغزو الثلاثي في مثل هذا اليوم من عام 1956. عندما اضطرت قوات العدوان للانسحاب من الأراضي المصرية بعد فشلها في كسر إرادة الشعب المصري العظيم وفي المقدمة منه شعب بورسعيد الباسل. فكم أثبت البورسعيدية للعالم أجمع أن المصريين لا يعرفون المستحيل. فإذا بهم يتصدون للقصف البريطاني الفرنسي من الجو والبحر في آن واحد ويقاومون قوات الغزو من منزل إلي آخر لإنقاذ شرف الأمة. وفي مثل هذا اليوم يستحق شعب بورسعيد العظيم التحية والإجلال لعظيم دورهم في دحر العدوان الثلاثي إبان حرب السويس المجيدة تلك الحرب التي بدأت وقائعها مساء يوم التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1956 عندما اجتازت القوات الإسرائيلية حدود مصر وهاجمت الكونتله ورأس النقب وفي نفس اليوم هاجمت أبوعجيلة في القطاع الشمالي من سيناء بهدف الاستيلاء عليها والاندفاع غربا إلي الاسماعيلية قبل أن تتحرك الطائرات البريطانية لقصف مدن القناة ومدينة بورسعيد تحديداً ومنذ مساء يوم الأربعاء 31 أكتوبر عام 1956 عندما أعلنت وزارتا الحرب في لندن وباريس بدء عملياتهما الحربية ضد مصر بدأت الغارات علي القاهرة وأصابت الطائرات البريطانية مبني الكلية الحربية وجامع ومستشفي ألماظة ومطار القاهرة الدولي كما شددت القصف علي مدن القناة والإسكندرية وأصابت كوبري الفردان لتعرقل عملية الانسحاب من سيناء وفي يوم الثاني من نوفمبر قصفت الطائرات البريطانية محطة الارسال في أبي زعبل وانقطع الارسال لعدة ساعات قبل أن تواصل الاذاعة ارسالها من جديد بعد استشهاد سبعة من مهندسيها أثناء عملية الإصلاح تحت اشراف الشهيد أحمد إبراهيم محمد إبراهيم. ** وفي يوم الرابع من نوفمبر عام 1956 نجحت قوات البحرية المصرية في إغراق طراد فرنسي يحمل علي متنه ستمائة بحار ونحو سبعة آلاف طن أثناء محاولة النزول إلي الشواطئ المصرية قبل أن تنفذ عدة زوارق طوربيد مصرية مهمتها في إغراقه.. تم إغراق الطراد الفرنسي علي بعد عشرة أميال من بحيرة البرلس وكان طبيعيا أن تتعرض زوارق الطوربيد المصرية لقصف طيران العدو مما أسفر عن استشهاد الرائد جلال دسوقي والنقيبين اسماعيل عبدالرحمن فهمي وصبحي نصر وكل من الملازم أول علي صالح علي صالح ومصطفي طبالة وعادل مصطفي شوقي وكل من الملازم محمد ياقوت وعطية قنانة وجمال رزق الله الفسخاني ومحمد البيومي زكي والضابط السوري جول جمال. - تذكرت أيام المحنة والانتصار علي خلفية حوار مع أحد أبطال الصاعقة الذين أسهموا في دحر العدوان الثلاثي أجرته معه مجلة "الاذاعة والتليفزيون" وكشف فيه عن عظيم دور قوات الصاعقة في حماية شرف مصر العسكري بعد نجاحها في تدمير معسكر للدبابات البريطانية بجوار استاد بورسعيد يوم الخامس عشر من ديسمبر عام 1956 ولفت انتباهي أن الضابط البطل الذي قام بتنفيذ العملية هو الملازم أول حينذاك إبراهيم الرفاعي أحد أبرز أبطال حرب أكتوبر وأحد أبرز شهداء مصر في تاريخنا المعاصر وكم كانت هذه العملية شديدة الوقع علي القوات البريطانية وكم استطاع شعب بورسعيد الأبّي التصدي ببسالة منقطعة النظير لجحافل قوات العدوان الثلاثي التي دنست الأراضي المصرية بامتداد ثلاثة أسابيع قبل أن تنفذ انسحابها وتجر أذيال الخيبة والهزيمة علي المستويين السياسي والعسكري. ** آخر الكلام : في أعقاب نشر مقالي السابق بعنوان "أرملة الشيخ الزامل" وصلتني برقية بتوقيع نجلها رضا حمدي الزامل نيابة عنها وعلي لسانها أعربت خلالها عن شكرها للجمهورية لاهتمامها بالقراء وأسرهم وأكدت انها بصحة جيدة وتعيش مع أولادها معززة مكرمة وانها ميسورة والحمد لله ولا صحة مطلقا للشكوي المنشورة بالزميلة "المساء" يوم السابع من ديسمبر الجاري.. لذا لزم التنويه.