دعونا نتفاءل ونحن علي مشارف عام جديد ان يكون خيراً من سلفه الذي نستعد لتوديعه غير آسفين علي رحيله.. فهو بكل المقاييس عام الأحزان علي كافة المستويات ولما نتباكي عليه رغم أنه مخصوماً من أعمارنا وقد شهدت أيامه ولياليه العديد من التوابع والمآسي والانقسامات والانفلاتات الأمنية والاخلاقية كان لها مردودها السلبي علي الاقتصاد وحركة الأنتاج، وكعادتنا مع نهاية كل عام أن نقدم حصاداً لأهم الاحداث والقرارات في عالم الإذاعة والتليفزيون والفضائيات.. ورغم أن الحصاد كان وفيراً الا أنه كان بطعم العلقم الذي تجرعه المشاهدون بفعل حملات التصعيد الإعلامي وبرامج التوك شو التي آثر بعضها أن يشعلها ناراً كان وقودها الناس والحجارة بسبب تضارب الآراء والاتجاهات التي يغلب عليها »الانا« وليس »نحن«!! ولا ينكر أحد أن الإعلام كان له الدور الأكبر في تحريك الاحداث علي الساحة أيجاباً أو سلباً وقد انعكس ذلك علي المتلقي الذي وجد نفسه في حيرة يصدق مين ويكذب مين في ظل تضارب الانباء والاراء واصبح في حالة انعدام وزن وعدم القدرة علي اتخاذ موقف بشأن الاحداث المتلاحقة.. كما لا يخفي علي أحد أن المطالب الفئوية التي شهدها ماسبيرو كانت وراء تراجع مستوي البرامج وانخفاض نسب المشاهدة اضف إلي ذلك الائتلافات والحركات الشبابية التي تضاربت اتجاهاتها التي كانت في الغالب مآدية وليست مهنية وبالتالي افتقدت القدرة علي التغيير في السياسة الإعلامية وإن كانت قد نجحت في الأطاحة بالقيادات.. وكما بدأت أختم دعونا نتفاءل بعام جديد علي الابواب تتحقق فيه أحلامنا بإعلام حر مستنير يضيء الأنوار ولا يشعل النيران!!