أكد الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية وكبير ممثلي الأزهر في الجمعية التأسيسية ان موقع الأزهر ومقام إمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب أكبر من الكلام عن وجود صفقات في الجمعية التأسيسية للدستور، فالرجل نشهد انه غير حريص علي المنصب وهو زاهد في كل شيء ويؤدي مهمته ابتغاء وجه الله وحرصا علي هذه المؤسسة العريقة وهو لا يلتفت لهذه الصغائر. وقال إن ممثلي الأزهر في التأسيسية لم يطلبوا سوي التأكيد علي حقيقة الوضع التاريخي للأزهر فهو المرجع للجميع فيما يتعلق بالإسلام وشريعته وتأكيد الاستقلال الذي يجب أن يكون عليه ليؤدي مهمته دون ضغوط. واوضح الدكتور محمد عبدالصمد مهنا مستشار شيخ الأزهر وأحد الأعضاء الاحتياطيين في الجمعية التأسيسية للدستور ان البيان الذي اصدره الأزهر أمس الأول في الرد علي ما نسب للدكتور ياسر برهامي، كان في غاية الوضوح في التأكيد علي أن الأزهر فوق الصفقات وان مقامه لا يسمح له بذلك ولا يحتاج في الأصل لما يؤكد دوره ومكانته واستقلال إمامه، فهو المدافع عن كل المصريين وعن حقوق المواطنة وعن ثوابت الأمة وحقوق الشعب وسيبقي قلعة للعلم والدين ومنبرا للوسطية دون أي غرض حزبي أو سياسي أو غير ذلك. أكد الدكتور عبدالدايم نصير مستشار شيخ الأزهر وأحد ممثلي الأزهر في الجمعية التأسيسية للدستور وعضو مجلس الشوري المعين ان كلام الدكتور ياسر برهامي عن وجود صفقات في الجمعية التأسيسية لتفادي عزل شيخ الأزهر مقابل تمرير المادة 219 هو كلام يثير الاستياء، فنحن لسنا في عملية تجارية حتي نعقد صفقات، وهو كلام مسيء لجميع الأطراف ومرفوض من جميع الأزهريين وغير صحيح بالمرة. وقال أنا كنت عضوا بلجنة المباديء الأساسية ولم تكن هناك أية صفقات الأزهر أكد بقاء المادة الثانية من الدستور لانها كانت في دستور 1971 والتلاعب فيها يعد محاولة لاثارة »فتنة نائمة«، والمادة الرابعة حول استقلال الأزهر وعدم قابلية شيخه للعزل هو إقرار لواقع وتمكين لدور هذه المؤسسة العظيمة وصاحبة التأثير في العالم كله، والمادة 219 هي التفسير الذي أرسله الأزهر للجمعية لكلمة »مباديء الشريعة«، ردا علي طلب الجمعية وأضاف: الأزهر حريص علي أنه ليس سلطة حاكمة ولكنه صاحب سلطة رأي، فهو يقول ما يعتقد أنه الرأي الصحيح في مختلف المسائل التي تعرض عليه وهذا من واجبه. واوضح أن المشكلة تتمثل في ان كل واحد يحاول تفسير نصوص الدستور بما يخدم اهدافه السياسية ولما فيه مصلحته، مشيرا إلي انه لا يعرف لماذا قال الدكتور ياسر برهامي هذا الكلام ولكن علي حد علمي انه لم يقصد به النشر ولكن نشر كلامه بطريقة ما وهو الامر الذي اثار غضب كل الازهريين. وقال المستشار محمد عبدالسلام، مستشار شيخ الأزهر وعضو الجمعية التأسيسية للدستور: كنت أحب ألا أعلق علي حديث في جلسة خاصة، يفترض انها سرية لاصحابها، أما وأنها قد فضت سريتها ونشرت علي الملأ منسوبة لعائلها فقد وجب التوضيح، والتعليق احتراما للرأي العام ولتاريخ الأزهر الشريف، فالأزهر الشريف، مؤسسة وإمام أكبر من أن يعقد صفقة مع أي تيار في حسابات خاصة، علي حساب شعب مصر الذي اخذ الأزهر علي عاتقه من خلال ممثلين في الجمعية التأسيسية ان يدافعوا عن الثوابت الحقيقية للأمة المصرية وعن حقوق وحريات شعب مصر وعن حقوق المواطنة للمسيحيين من أبنائه. وأكد ان استقلال الأزهر الشريف، الذي طالب به ممثلو الأزهر، طالب به معظم اعضاء الجمعية التأسيسية، كان بهدف تقرير ما يجب أن يكون عليه الأزهر الشريف من استقلال كامل، للمؤسسة ولرأسها الإمام الأكبر شيخ الأزهر، انهاء لعصور التدخل غير المقبول من السلطات الحاكمة في العهود الماضية، في أخص شئون الأزهر الذي ضرب بعلمائه الأجلاء عبر التاريخ أروع الأمثلة في حماية المصريين في كل فترات الاحتلال والثورات. واوضح انه فيما يتعلق بالشريعة الإسلامية والحفاظ علي الهوية الإسلامية للدولة المصرية، كان ولا يزال هو من أهم أولويات الأزهر الشريف وهيئاته وأقل ما يقال في هذا الشأن، أن أول من طالب بالنص صراحة في دستور 1923 علي أن الدين الرسمي للدولة هو الإسلام، كان هم ممثلي الازهر الشريف لوضع هذا الدستور والتاريخ مليء بمواقف الازهر الشريف في الحياة الدستورية وبالتالي فالمزايدة علي مواقف ممثليه، أمر غير مقبول، ويجافي المنطق والحقيقة. وقال احب ان ادعو كل القوي السياسية علي اختلاف مرجعياتها ان تفكر في مصلحة الوطن وان تعليها فوق أي اعتبار آخر وفوق صغائر الأمور، فمصر تحتاج إلي جهود كل ابنائها للعبور بها من هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة التي تمر بها.