كاتب المقال عضو الاتحاد البرىطانى والعالمى للصحفىىن منذ عدة سنوات... فما انتهينا من صلاة الجنازة علي روح أحد الاصدقاء.... وقررت وزميلان عزيزان توديع الصديق الي مثواه الاخير... رغم طول الطريق وحرارة الصيف الحارقة، ولكن لابأس فالسيارة مكيفة، وما ان بدأ السائق التحرك بالسيارة من المسجد... فوجئت بصديقي اللدود. يقف منتظرا، فأشرت للسائق ان يطلب من سيادته بالتفضل بمصاحبتنا بالسيارة، فسيادته كان يترأس المؤسسة المرموقة التي نتشرف بالعمل بها منذ عدة سنوات؛ وكان بيننا خصومة كبري وصلت للقضاء... ولكن للاسف وكعادتنا اذا ترك الوزير او المسئول مكانه.... تركناه وحيدا ونسيناه، فبعد ان كنا نحتفل بعيد ميلاد سيادته مرتين في العام: الاولي علي التقويم الميلادي... والاخري علي التقويم الهجري وبما لايخالف شرع الله... تؤلف فيها قصائد الشعر والمدائح... حتي انه في آخر عيد ميلاد هجري لسيادته... اتحفنا احد المريدين المتيمين...وقد صال وجال في اوصافه وطبائعه وثوريته وبدأ القصيدة بما هو آت " انه لمن حسن الطالع... ان عيد ميلاد رسول الله محمد بن عبد الله ([) جاء متوافقا مع عيد ميلاد سيادته"... لاتعليق.. وركب الرجل السيارة علي عجل غير مدرك من صاحب السيارة... ونظر امامه فوجدني، فقال يا الهي هل جاء اليوم الذي اركب سيارتك... من يصدق هذا ؟.... فقلت لابأس.... فقد جلس السادات ومناحم بيجن من قبل وكان يلقب كل منهما الاخر بالصديق.... ونظر بجانبه بالمقعد الخلفي... فوجد مفاجأة من العيار الثقيل احد الزملاء ممن تولوا مسئولية المؤسسة معه ولم يشاهده او يلتق به منذ عدة سنوات... وكان يفصل بينهما زميل عزيز وصديق مخلص علي المستوي الشخصي والاسري احسبه... أخا لم تلده امي ...وحمدت الله انه يفصل بين كل منهما.. وبما ان الطريق لمثوي الصديق الراحل طويل انتابني هاجس ان السيارة ستنفجر من الصمت المريب الذي حل بنا... صدمني المسئول السابق بسؤال مباغت: هل تصدق يا صديقي اللدود... انه لم يتلق اتصالا واحدا من نائبه المحترم السابق منذ ترك موقعه الي المعاش منذ خمس سنوات وانه اجري عدة عمليات جراحية باحد المستشفيات الخاصة والقريبة من منزل النائب ولم يكلف خاطره بالسؤال او الزيارة... في حين انه حينما علم باجراء النائب جراحة بنفس المستشفي منذ شهور، ارسل له بوكيها من الورد وكلف احد اقاربه من اساتذة الطب بالمستشفي بمتابعة حالته والاطمئنان عليه.... فقلت لسيادته متعجبا ومستغربا ومستنكرا.... شيء غير معقول ياريس... كيف وانت من اخترته نائبا لك وفضلته علي الجميع، ناهيك انه الصديق ورفيق السلاح في معاركك... الكثيرة بالمؤسسة ورفيقك في السراء والضراء لاتفترقان إلا فترة النوم.... ومشهود بولائه واخلاصه لك، فلايبدي رأيا في قضية او مشورة إلا بتوجيهاتك ونصائحك.... انني لا اصدق!!.. ومن باب الغيبة والنميمة وليسامحني الله... قلت لسيادته يا الهي... لقد ضحيت بصحتك ومالك والملايين من اموال الصناديق الخاصة للمؤسسة علي مجلسها الاعلي الذي اخترته بعناية من فريق العمل الذي شاركك معاركك من اجل الوصول لرئاسة المؤسسة..... ويكون جزاؤك جزاء سنمار ....حقا انا مذهول ياريس من هول الصدمة.... ان افضالك عليهم فاقت كل الحدود... حتي ان العاملين بمكتبك من صغار الموظفين... يدينون بالفضل لك انهم استطاعوا شراء سيارات وشقق سكنية من المكافآت التي كنت تغدق بها علي كل من حولك؛ أما عن مجلسك الموقر فحدث ولاحرج وصلت مكافآت البعض منهم لعشرات الالوف شهريا... بالقانون واللائحة، ناهيك عن بدلات الافطار والغذاء والعشاء التي ناقضك فيها الجهاز المركزي للمحاسبات وطالب باعادتها لعدم قانونية صرفها.... فأكد سيادته حقا فعلت ذلك لانني اردت ان احقق انجازات لمؤسستي... لم يحققها من سبقوني........ وتساءل هل اثمر فيهم ؟ .. وتوالت المفاجآت.... وقال اعترف ان اختياراتي لنوابي كانت غير موفقة وبصوت مصحوب بالحزن والندم.... خونة خونة... كيف يا ريس ومنهم من اخترته رئيسا من بعدك ؟ لاتقل ذلك انهم اخوتك وتلامذتك... هل تعلم صديقي اللدود... ان معظمهم اشتروا الاراضي وبنوا العمارات في المدن الجديدة والفيلل بالساحل الشمالي... ومنهم نائبي المحترم اللي مخاصمني منذ عدة سنوات بدعوي انني لم ادعم ترشيحه لرئاسة المؤسسة... ورشحت نائبا آخر للرئاسة... مالبث ان جلس علي الكرسي وثبتت قدمه، فصار يمسح انجازاتي باستيكة ولم تطأ قدمي المؤسسة.. وفجأة والسيارة تجوب احد شوارع احدي المدن الجديدة بالقاهرة الكبري... وقال لي انظر يمينك تري الفيلا متعددة الطوابق التي بناها النائب المحترم من المكافآت اياها..... وماخفي كان اعظم..... وهنا ارتفعت اصوات الطرفين وتوترت الاعصاب وعلت الاصوات.. وساد السيارة هرج ومرج ... وصديقي المخلص المحشور بينهما يفض الاشتباك... وقبل ان يصل الاشتباك الي مالايحمد عقباه..... فاجأنا السائق لقد وصلنا الي المدافن، وسمعنا صوتا عاليا ينادي.... اذكروا محاسن موتاكم يرحمكم الله فسكت الجميع عن الكلام المباح.... اما ماجري في طريق العودة بعد وداع الزميل العزيز فحدث ولاحرج فليس من المباح ويقع في محظور ماهو اكبر من الغيبة والنميمة.. ورسالتي المؤكدة والدائمة للجميع انني لن انظر خلفي لمن يرسلون رسالات التهديد والوعيد سواء علي مواقع نوادي اعضاء الهيئة المحترمة او رسالات التهديد التليفونية أو من خطابات مجهولة مرسلة علي منزلي... لايماني العميق بالله ان العمر واحد والرب واحد... وانني لن احيد عن مبادئي وسيظل قلمي حرا وجريئا في الحق مدافعا عن زملائي وداعما لهم من اصغر معيد الي اكبر استاذ بالجامعة ؛محافظا علي مكتسباتهم، وكاشفا للعابثين بمكتسباتهم للرأي العام مهما كانت التضحيات. . كم اود ان اسجل شكري وامتناني وتقديري العميق لزملائي واساتذتي وابنائي في جامعة المنوفية رئيسا ونوابا وعمداء حاليين وسابقين لكلياتها، وفرع الجامعة بالسادات؛ ولجنة الحكماء بكلية الزراعة العريقة، وابنائي المبعوثين في الخارج علي كريم تواصلهم المستمر ومساندتهم لحملتي في الحفاظ علي القيم الجامعية الاصيلة للم شمل اعضاء التدريس الشرفاء بالجامعات المصرية؛ وتفهمهم لحقيقة توجهي وتقديري العميق لزملائي، وان ماحدث من لبس وسوء فهم سواء من اخطاء مطبعية او قسوة في النقد من ألفاظ بمقالي "اساتذة الجامعات والرئيس مرسي 1" لاتمت الي الشرفاء من قريب أو بعيد بأية صلة والذين يمثلون 89-99٪ من الهيئة الموقرة ولم يكن مقصودا بها اية اهانة لاي زميل خاصة الرعيل الاول من الاساتذة المتفرغين، او تهديد لغير الملتزمين بتنفيذ القرار الجمهوري 48 لسنة 2102 علي الاطلاق، فتلك مسئولية رؤساء الجامعات وعمداء الكليات وليست مسئوليتي، استغلها البعض لاثارة فتنة ووقيعة بين الزملاء بالجامعة ما يهدد بعصف مكتسباتنا الاخيرة التي منحها الزميل الرئيس د. مرسي للجامعات... اللهم بلغت اللهم فاشهد.