القراءة في محاضر اجتماعات اللّجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي متعة ما بعدها متعة .. واسمحوا لي أن اصطحبكم مع حوار دار بين عبد الناصر، قاتل جماعة الاخوان، والشيخ أحمد حسن الباقوري، المنقلب علي الجماعة، في الجلسة 4 للّجنة في 16 أكتوبر 1968، وتناول تفويض الزعيم، باختيار أعضاء اللجنة العليا للجنة المركزية، ودار الحوار هكذا : * الشيخ الباقوري : السيد الرئيس، وعن هذه الأمانة يقول الله : " وحملها الإنسان " . - السيد الرئيس : الباقي يا شيخ أحمد . * الشيخ الباقوري : " إنا عرضنا الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ... ". - السيدالرئيس : الباقي بقي يا شيخ أحمد.. بقية الآية يا شيخ أحمد. * الشيخ الباقوري: " وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً " هنا في هذه الآية ليس معناها أن يظلم الإنسان غيره، ولكن معناها أنه يظلم نفسه، وأشرف الناس هم الذين يظلمون أنفسهم لأداء الأمانات إلي الناس فإن أنت حملت هذه الأمانة، ووضعت نفسك في نطاق الذين ظلموا أنفسهم، فهذا الظلم للنفس من أجل مصلحة الإنسان هو أشرف أنواع الظلم . - السيد الرئيس : كنت فاكرك حتيجي مِعَايا يا شيخ أحمد . وتخيلت ذلك الحوار مع كل الفوارق، وقد دار علي سبيل التذكرة، بين شيخ أجله، وهو محمد حسان، ورئيس أعطيته أمانتي، وهي صوتي في انتخابات الرئاسة، وأتمني لو تمت مراجعة شاملة لعتبات الأبواب، وتحليلا شاملا لكل السياسات، وتغييرا جذريا لكل العاهات وذلك ان وجدت، خاصة أن جزءا كبيرا من حل مشاكلنا يتطلب أمرين، أولهما أداء الأمانة، وثانيهما الحزم في قيادة البلاد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!