قبل أن تمسك بقلمك وتدلي برأيك أمام الصندوق.. تذكر جيدا أننا جاهدنا طويلا من أجل هذه اللحظة.. ناضلنا وضحينا من أجل أن نعيش فرحة ميلاد دستور جديد يليق ببلد عريق بحجم مصر لا ليشيع ثورة وجثمان شعب ووطن.. دستور يؤسس لمصر ديمقراطية حديثة قادرة أن تحتضن كل أطياف شعبها وتحقيق آمال وطموحات أهلها! حقيقة اننا أمام تحد كبير والاستفتاء يجري في مناخ صعب.. لكن مهما بلغ حجم الاحتقان والوجيعة والانقسام الذي يعانيه الشارع المصري فلابد لسفينة الوطن أن تعبر هذه المرحلة الصعبة بكل جروحها وأوجاعها ولابد أن نرتفع ونتسامي فوق الأحداث والأهواء.. فعندما يتعلق الأمر بالوطن.. فلا غالب ولا مغلوب ولكن هناك بلد منتصر موحد أو بلد مهزوم ممزق.. وعلينا الاختيار! المعادلة صعبة لكنها غير مستحيلة خاصة وأن الاختيار الآخر هو الأمَرْ! ولا يعني ذلك دعوة المصريين ليصوتوا »بنعم« أو ليقولوا »لا« بقدر حثهم علي المشاركة الفاعلة في رسم مستقبل مصر في هذه المرحلة الفارقة من حياتها.. والعالم من حولنا العدو قبل الصديق ينظر ويترقب، ماذا سيفعل أهل المحروسة ببلدهم؟ وعلينا أن نكون علي مستوي المسئولية والمرحلة.. فمصر في حاجة لكل أبنائها لا لتيار دون آخر.. فلا تضنوا عليها ولا تخذلوها! الاستفتاء ليس هدفاً في حد ذاته لكنه أداة ووسيلة لتحقيق وترسيخ الأمن والأمان وضمان العدل والحرية والاستقرار والرفاهية للجميع دون تمييز بين هذا أو ذاك.. ولكن أولا استفتي ربك وعقلك قبل أن تستفتي ضميرك وقلبك.. وأمام الصندوق فلنتجرد من انتماءاتنا ونتخلي عن عنادنا.. فالعناد يولد الكفر والخراب.. والأهم ألا نعبأ بأكاذيب أو شائعات ولا لتهديد أو وعيد أو لأصحاب الأبواق المسمومة ومن يريدونها حروبا أهلية أو صليبية أو اجتماعية يصورونها سباقا علي جنة ونار، أو لمجرد المكابرة والعناد والانتصار للذات أو غيره. أتمني من كل القوي القائمة علي الاستفتاء عبور هذه المشاكل وتوفير مناخ صحي آمن يضمن لنا استفتاء نزيهاً شفافاً مجرداً من الهوي والتزوير والتسويد خالياً من البلطجة والعنف والرشاوي.. استفتاء يعكس بحق طموح وآراء وآمال كل المصريين.. بعيدا عن أي ضغوط أو أهواء.