التيار الشعبي والطريق الثالث والقوي المدنية وأخيراً جبهة الإنقاذ الوطني، أسماء متعددة لكيان أو تجمع واحد يضم المربع العلماني باختلاف ألوانه وأشكاله ومشاربه مضافاً إليه فلول النظام السابق من رجال المال الفاسد والإعلام الممول وفرق البلطجة. لكن يبقي السؤال: ما هي فرص جبهة الإنقاذ في إيجاد تكتل شعبي له ثقل سياسي لإحداث نوع من التوازن والتنوع الفكري والبرنامجي لتتزن كفتا الميزان في الشارع المصري بين التيار الإسلامي والتيار العلماني لتكون الممارسة الديمقراطية الحضارية الراقية التي تصب في صالح مصر الدولة والنظام السياسي، الواقع يؤشر لتضاؤل فرص نجاح هذا الكيان الذي ولد في مناخ غير طبيعي وبتكوين غير متجانس ولهدف غير واضح وغير ممكن. عوامل الفشل ** عدم التجانس بين مكونات الجبهة التي جمعت القليل من الوطنيين والثوار مع بقايا التيارات الفكرية المندثرة والتنظيمات المتآكلة والأفكار البالية التي جربت وفشلت فضلاً عن بقايا النظام البائد، ما جعل عوامل الفشل أقرب من فرص النجاح. ** كيان تجمعه مصالح مؤقتة وليست فكرة استراتيجية مبدئية، مصالح تبني علي إفشال التيار الإسلامي وهي ليست كافية لبقاء كيان أو إقامة بنيان. ** غياب الرصيد الشعبي والجماهيري لدي مكونات الجبهة ما افقدها الثقة والمصداقية لدي الرأي العام بل العكس هو الكائن صورة ذهنية سلبية عن معظم مكونات هذه الجبهة. ** أجواء العنف اللفظي والبدني والإعلامي التي فرضتها الجبهة ما كلف المصريين كماً من الشهداء والجرحي وتدمير الممتلكات. ** التواجد الفضائي الدائم لرموز هذه الجبهة بعيدا عن الشارع والميدان وندرة التعاطي الإيجابي مع الاحتياجات الشعبية الملحة. ** سطحية وعشوائية بل وعدم أخلاقية الشعارات التي رفعت ضد المصريين والدعاة ورموزهم الوطنية ، شعارات تؤكد أجواء التخبط والارتباك التي تعانيها الجبهة علي مستوي الفكر والممارسة ** الشعارات المستفزة لعقول ومشاعر المصريين والصادرة من قادة الجبهة والتي أكدت أنه كيان جاء يصفي الحسابات لا يبني المؤسسات، راجع تصريحات مثل: لن نسمح بطرح دستور لم نشارك فيه - وسنسقط الدستور حتي ولو قالت الأغلبية نعم - وتصريح ثالث: نعم تحالفنا مع الفلول ضد التيار الإسلامي - نجيب جبرائيل: سنحشد شعب الكنيسة ليقول لا للدستور " ** يقظة الشعب المصري العظيم الذي حطم كل المكائد والمؤامرات وأجهض مخططات الإعلام ومليارات رجال المال الفاسد بقايا نظام مبارك البائد التي توهمت أنها قادرة علي تزييف وعي الشعب وتزوير إرادته. ** استفزاز الشعب المصري بكم المؤامرات الإقليمية "راجع سيناريو خلفان دبي ودحلان فتح وشفيق الخاسر في انتخابات الرئاسة السابقة" ** حالة الفرز والاستقطاب التي فرضت علي الجميع وجعلت التيار الإسلامي كله في مربع واحد، مربع يتميز بالتواجد والميدانية ولغة الخطاب المؤثر والخدمات الاجتماعية الفاعلة، وهو ما لا يتوفر لمربع الجبهة ** أجواء الطائفية التي هيمنت علي المشهد حين دخلت الكنيسة أو بعض رجالها علي المشهد السياسي للتحدث عن شعب الكنيسة في الوقت الذي لا يتحدث فيه احد عن شعب الأزهر، من المعلوم أن السجال الطائفي لم يكن يوماً في صالح من استدعاه أو وظفه. خلاصة المسألة.. جبهة إنقاذ مصر لن تتوفر لها مقومات النجاح علي مستوي الفكر والممارسة لأنها وقعت في نفس الأخطاء التي طالما وقعت فيها المعارضة الهشة والكرتونية بقايا نظام سياسي ساقط ، أخطاء الرهان علي إحراز الأهداف بأقدام الآخرين وهو دائماً رهان فاشل! كاتب المقال: المستشار الإعلامي لوزير التربية والتعليم