مع بدء العد التنازلي وفي الساعات الاخيره قبل موعد الاستفتاء علي الدستور اشتعلت حرب الدعاية المؤيده والمعارضة للدستور في الشوارع والميادين، ودخلت وسائل المواصلات العامة والمساجد ومترو الأنفاق مجال الدعاية والترويج، فاللافتات التي تدعو المواطنين بنعم او لا أصبحت في كل مكان ووصلت إلي درجة لجوء بعض القوي السياسية إلي عمل إعلانات مدفوعة علي بعض الطرق السريعة للترويج لأفكارهم وموقفهم من الدستور. "الأخبار" قامت بجولة في شوارع القاهرة والجيزة ورصدت حرب اللافتات والدعاية المنتشرة في الشوارع الرئيسية والمناطق الشعبية والميادين العامة.. المشهد في الشوارع يذكرنا بالانتخابات البرلمانية التي يتنافس فيها المرشحون بأن يستعرض كل منهم عضلاته في نشر أكبر كمية من البوسترات واللافتات و"البانارات" ففي منطقة "بولاق الدكرور" كانت اللافتات و"اليوفت " الضخمة التي تدعو المواطنين للتصويت بنعم منتشرة حول المساجد وفي الأسواق وفوق واجهات المحلات التجارية، وتتضمن هذه اللافتات عبارات تدغدغ المشاعر وتلعب علي وتر الدين حيث إنها كانت تحرض المواطنين علي الموافقة علي الدستور حتي لا يتم إلغاء المادة الثانية من الدستور- كما هو مكتوب في اللافتة- وحتي يتم تطبيق الشريعة الأسلامية ودعتهم إلي النزول والتصويت بنعم من أجل الإستقرار وإنهاء حالة الفوضي والنهوض بالاقتصاد والسير إلي الأمام .. يقول محمد حسين "محامي" ان بعض أعضاء التيار الإسلامي يأتون بعد كل صلاة ويدعون الناس ويحثوهم علي التصويت بنعم لكي يعم الاستقرار الوطن ويطبق شرع الله. وفي المقابل هناك فصيل آخر يقوم بتوجيه المواطنين للتصويت بلا علي الدستور بواسطة لافتات وشعارات رنانة وكأن المواطن المصري غير واع ولا يعرف مصلحة نفسه مؤكدا انه لن يستمع إلي المؤيدين او المعارضين وأنه سوف يتخذ قراره بنفسه بعد أن قرأ الدستور وتفهمه جيدا . أما زينب علي"موظفة" فتقول: أنا لم أقرأ الدستور وأعتمد فقط علي وسائل الإعلام في استيضاح بعض إيجابياته وسلبياته وذلك خطأ كبير لهم وأنا حددت موقفي من الدستور من وسائل الإعلام . ويقول علي السرجاوي "حارس أمن" قررت الذهاب لكي أقول نعم للدستور نظرا لاقتناعي بشيخ المسجد القاطن بجوار المنزل والذي يحثنا في كل صلاة علي أن نقول نعم للدستور حتي تتحسن أحوال البلاد وتتقدم إلي الأمام. ويشدد مصطفي إسماعيل "طالب بكلية إعلام" انه سيذهب إلي مقر لجنتة لكي يقول لا للاستفتاء لأنه من وجهة نظره يعتبره دستورا غير توافقي ويحتاج إلي مزيد من الوقت لإعاده ترتيب الفقرات المختلف عليها في الدستور وحتي يتم تشكيل جمعية تأسيسية جديدة يتوافق عليها الجميع. من جانبه أكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام جامعة القاهرة انه في الفترة الأخيرة بدأت الكثيرمن الحملات الإعلانية والملصقات في الانتشار وذلك لتدعيم وجهة نظر صاحب الملصق او الشعار الذي يعبر عن المصلحة الشخصية لصاحب الإعلان الدعائي مؤكدا انه للأسف يؤكد علي الفعل دون مبررات كافية أو منطقية، وأعتقد أنها لن تؤثر علي مواقف الناخبين ولايجب أن تكون هذه الدعاية مرتبطة باتجاه مدني أو بقوي إسلامية او بالأدلة والشواهد التي تدعم نعم او لا في عملية الاستفتاء. ويشدد الدكتور سعيد صادق أستاذ الإجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية ان المجتمع قد انقسم بسبب الإعلان الدستوري والذي دوله شبه دينية مشيرا إلي وجوب معالجة الاستفتاء فالقاعدة الإجتماعية للمواطنين الذي سيدلون علي سبيل المثال "بنعم" فبالتأكيد ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية السيئة تدل علي الجهل والأمية السياسية، وتساءل صادق لماذا لاتوجد رقابة دولية علي الاستفتاء لتضمن الحيادية وحتي لاتعرض الناس إلي إثارة الشكوك فيما بينهم مؤكدا انه لابد من إثبات عدم وجود اي تزوير مع فتح باب اللجان للمراقبة عليها من قبل الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني المختلفة.