في الماضي السحيق جاءتنا قصة »قابيل وهابيل« وبلغنا بها القرآن الكريم في سورة المائدة، قال تعالي: »وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ العَالَمِينَ (28)« وها نحن في سنة 2102، تعاد قصة قابيل وهابيل في الميادين والشوارع، وهي أول جريمة من اول الخليقة ولن تكون الاخيرة في هذه الايام الضحلة، واصبحنا بعد الثورة الاخوة الاعداء لماذا؟. وتناسوا »مصر« في زحام المصالح الشخصية، لقد كانت الروح الثورية في بدايتها توحد ولا تفرق، تجمع ولا تخون، تحب ولا تكره، ولكن تغير المشهد واصبح شعب مصر تصيبه الدهشة والصدمة، وأصبحنا في وضع التصادم والتصعيد، بدلا من الحوار والتهدئة لمراعاة مصلحة مصر البلد العظيم. نحن نريد الاستقرار للوطن والمواطن، ولا نريد الفوضي والقتل والسرقة. ويا أهل مصر لكم الصبر، وعلي السياسيين ان يتحملوا اكبر قدر من الامانة وتحمل المسئولية امام الله ومصر الوطن العظيم، ويبتعدوا عن مصالحهم الشخصية. فمن قتل اخاه ارتكب اثما كبيرا واصبح من الظالمين، واذكره بالاية الكريمة واختم بها، قال تعالي: »فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الخَاسِرِينَ«. الآية 03 من سورة المائدة