المصريون مكتئبون.. خائفون.. محبطون.. يفكرون دستورنا كيف يكون؟! المصريون في بلادي منقسمون ..محتارون لأي فريق يستمعون ويصدقون ؟ المصريون الذين حلموا بالثورة واستطاعوا أن يحققوا حلمهم بإرادة لا تعرف المستحيل مندهشون ..مذهولون وهم يرون مصر علي شفا أزمة لم يشهدها الشعب في تاريخه! وفرقة لم يعرفها إلا من الأخبار وهو يتابع الحروب الأهلية في لبنان والسودان وغيرهما . لا أدري فعلا كيف يمكن أن نكتب عن الأمل وندعوالناس إلي العمل في هذا الجوالملبد بالغيوم ؟ لا أدري لماذا لا يجلس الرئيس مع حكماء الأمة وهم كثر بشرط ألا يكون من بينهم مستشاروه ويطلب منهم حل أكبر أزمة تمر بها مصر الآن؟ الشعب منقسم .أشعر وكأنني في دوامة وأنا أكتب هذه الكلمة الموجعة "منقسم" ! إنه الخنجر النافذ الذي يوجهه الشعب إلي قلبه، وتاريخه ووطنه ! إنه الخطر الرهيب الذي يتربص بنا يا سادة ، ولم ينجح أحد في احتوائه .لا رئيس الجمهورية ولا القوي السياسية ولا حكماء الأمة ، أعضاء الجمعية التأسيسية الاحتياطيون يسهرون حتي الساعة السابعة صباح اليوم التالي بلا نوم حتي ينتهوا من التصويت علي مسودة الدستور ! (ولا أعرف متي نام أعضاء الجمعية ورئيسها حتي ينتهوا من كل هذا وكأنهم يسابقون الزمن؟) وبعدها يخطب الرئيس معلنا موعد الاستفتاء الشعبي علي الدستور في 15 ديسمبر- أي بعد 14 يوما! لماذا العجلة يا سيادة الرئيس والموقف مشتعل بين القوي السياسية من جهة وجماعة الإخوان والتيارات الإسلامية من جهة أخري ؟ لماذا لم نضع التوافق الشعبي علي قراراتك علي رأس الأولويات ؟ لماذا لم يتم محاولة استيعاب المعترضين علي الإعلان الدستوري الذي صدر بصورة مفاجأة مساء الخميس 22 نوفمبر؟ الشعب في حالة غضب أو سمه حزنا لأن ما يحدث الآن لا يمكن أن يستمر دون كارثة! التراضي الشعبي خاصة بعد ثورة شعبية عظيمة أسقطت النظام السابق أمر يجب التعامل معه بجدية. الحكمة كما نصحك بها الدكتور عمروخالد في برنامج "ممكن" مع خيري رمضان هي :الشوري واحتواء المعارضين والاهتمام بهم أكثر من المؤيدين ليس فقط بالتأكيد علي أنك تسعد بوجود معارضين كما ذكرت في حوارك للتليفزيون ولكن بالاستماع بكل تقدير وتركيز لهم والتفكير في أسباب اعتراضهم ودراستها وتصحيح ما قد يتضح وجاهته وحجته . كلمة أخيرة أوجهها إلي الدكتور مرسي: أرجوك أنقذ مصر!