الناس في الادارة الرياضية أنواع ومعادن.. بعض الناس يجلس علي الكرسي فيصبح عملاقا، ويتركه الكرسي فيصبح قزما والأمثلة هنا كثيرة، ولمن يريد أن يتعرف عليهم، يعود بالذاكرة الي وقت قريب، عندما كانت أسماؤهم أشبه بنار علي العلم وبمجرد رحيلهم من مناصبهم تشعر وأنهم في عداد الموتي!! وبعض الناس لا يتأثر بزوال أو استمرار المنصب لأنه يتمتع بكاريزما خاصة تجعله الغائب الحاضر، فأنت تحبه وهو جالس علي الكرسي، وتعشقه وهو واقف علي الأرض في الصفوف الخلفية.. وهناك بعض الناس يجلس علي الكرسي، فيشعر معه الناس أنه أكبر من الكرسي بكثير من شدة تواضعه وحبه للناس وتفانيه في عمله.. وهذه العينة مثل سابقتها نادرة جدا ويصعب أن تجدها، والتعرف عليها يحتاج الي صبر ومثابرة وحواس أشبه بقرون الاستشعار تفرز معادن البشر.. أحجام بعض الناس تتغير بتغير الظروف والأحوال.. كم من رجل جعله الكرسي يبدو كالأسد الكاسر، وعندما زال عنه الكرسي خلع ثوبه التنكري فإذا به فأر صغير ونكرة لا يعرفه احد. وبعض الناس تطول قامته عندما يقف فوق كتفي مسئول، ويتضاءل ويقصر عندما يقف علي قدميه، وهؤلاء يمكن أن نصفهم بفريق "أصدقاء الكرسي".. هو فريق يخلص للكرسي لا للجالس عليه.. وهو يتغزل في الكرسي لا في صاحب الكرسي، وهو لا يشعر أنه يداهن وينافق لأن المسئول عن المشاعر هو قلبه.. وهو قلب من النوع الميري، لا يخفق إلا لمن في الكرسي فإن ترك الكرسي صاحبه، بدأ هو يفكر في الجديد والقادم والبديل.. هذا النوع من الناس، لا يجوز أن نحسبهم في زمرة الأصدقاء.. إنهم معارف المنصب وأصدقاء الكرسي.. هم أصفار علي يسار المسئولين لا يزيدون من قدرهم ولا يضاعفون من قيمتهم بل هم أشبه بالدواسة التي توضع أمام الغرف ليدوس عليها الداخلون بأقدامهم ويعفرون فيها أحذيتهم من التراب! انسان واحد يقف بجانبك أثناء الاعصار خير من ألف يمشون خلفك في موكب