علي مدار يوم كامل شهده مقر الجامعة العربية أمس الأول..انتهت لقاءات وزراء الخارجية العرب والأوروبيين في اجتماعهم الثاني من نوعه بعد الاول الذي عقد عام 2008 في مالطا..الاجتماع أسفر عن عدة نقاط اتفاق تتعلق بتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية، وبعض الادانات..إلا أنه لم يخل من الاختلاف بين الطرفين في اهم بنود اعلان القاهرة الذي خرج عن هذا الاجتماع ،فلم يخرج بقرار حاسم وواضح يخص الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية "وليد الدوحة" ولا للدعم القاطع لطلب فلسطين للحصول علي صفة دولة غير عضو في الأممالمتحدة الذي يتوجه به الرئيس الفلسطيني محمود عباس في 29 نوفمبر الجاري. وتعد القضيتان لملفين هما الأهم علي ساحة التطور العربي الا أن الاجتماع الوزاري المشترك لم يسفر عن أي تطور ملموس لهما..فقد رحب وزراء الجانبين دون اعتراف واضح - بتشكيل الائتلاف الوطني السوري للمعارضة والقوي الثورية..وفي الشأن الفلسطيني خلا الإعلان من الإشارة إلي موضوع الطلب الفلسطيني للحصول صفة دولة غير عضو بالأممالمتحدة..ودعوا إلي العمل علي إزالة كافة العقبات التي تحول دون الاستئناف الفوري للمفاوضات بين الأطراف فضلا عن حل القضايا المتعلقة بالوضع النهائي بهدف التوصل إلي حل الدولتين. ولم ينته الأمر عند هذا فقط..فعقب انتهاء الاجتماع المشترك ، وفي مؤتمر صحفي للدكتور نبيل العربي امين عام الجامعة العربية وعدنان منصور وزير خارجية لبنان رئيس الاجتماع ، وكاثرين أشتون وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بدت أشتون في أول المؤتمر تجيب ب"مقتضبات" ردا علي أسئلة الصحفيين..وبسؤالها حول عدم مشاركتها في افتتاح معرض صور حول معاناة الشعب الفلسطيني الذي افتتحه العربي علي هامش الاجتماع المشترك عصر امس الاول ، وكذلك موقف الاتحاد الأوروبي من التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة ، قالت أشتون: "لن أعلق علي مسألة المعرض لأنني لم أشاهده" .. "أما بالنسبة لتوجه فلسطين للأمم المتحدة فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سوف يجتمعون لبحث أمور عديدة منها عملية السلام وما يمكن أن يقوم به الفلسطينيون في ذلك الأمر وسوف نبني مواقفنا بناء علي هذا الاجتماع ولكننا نؤيد حل الدولتين"..ثم غادرت أشتون القاعة فجأة ، قائلة: "شكرا لكم" . ورغم هذا فقد شهدت جلستا العمل المغلقتين بين وزراء الجانبين خلافات كبيرة بشأن مشروع "إعلان القاهرة" قبل صدوره في ختام الاجتماع ، حول صياغة الفقرات الخاصة بعدة موضوعات تتعلق بفلسطين وسوريا وازدراء الاديان وايران والسودان. حيث تمسك الجانب العربي بالتأكيد علي إدانة العدوان الاسرائيلي علي غزة في حين يريد الجانب الاوربي اختصار الفقرة الخاصة بذلك الي أقصي حد ممكن بحيث تنص علي إعادة التأكيد علي القرارات الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين وخارطة الطريق. أما فيما يتعلق بسوريا فإن الفقرة المقدمة من الجانب العربي تنص علي الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوي المعارضة والثورة السورية كممثل شرعي للسوريين فيما يريد الجانب الاوروبي تضمين الفقرة إشارة لوجود بعض جماعات الارهاب في الأراضي السورية.. أما فيما يتعلق بازدراء الاديان فإن الفقرة المقدمة من الجانب العربي تنص علي إدانة ذلك بشدة في حين يريد الجانب الاوربي استبدالها بفقرة تنص علي الحق في حرية الرأي والتعبير. وبخصوص ايران فان الجانب الاوربي يريد حذف الفقرة المتعلقة بمضيق هرمز والتي تحذر ايران من مغبة الاقدام علي ذلك والاكتفاء بالتعبير عن القلق في حين يؤكد الجانب العربي علي أهمية النص علي ذلك صراحة. والخلاف بين الجانبين بشأن السودان يتعلق بإدانة الهجوم الاسرائيلي علي مصنع اليرموك للاسلحة التقليدية بالسودان فيما يفضل الجانب الاوربي التخفيف من حدتها والاكتفاء بالتعبير عن القلق والتحذير. ومن ناحية اخري لم تستطع الجامعة العربية وقطر في الحصول علي اعتراف كامل من كافة الدول العربية بالائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية في البيان الختامي لاجتماع الدورة غير العادية لوزراء الخارجية العرب الأثنين الماضي..رغما عن تأكيد الشيخ حمد بن جاسم بأن الدول العربية اعترفت بالائتلاف في المؤتمر الصحفي.. وهذا مخالف لقرارات مجلس الجامعة التي دعت المنظمات الاقليمية والدولية الي الاعتراف بالائتلاف ولم تعترف به صراحة..حيث تحفظت كل من الجزائر والعراق ولبنان علي صفة "مراقب" التي كان منتظر ان يوقع عليها كافة الدول العربية للحصول علي اعتراف الجامعة العربية بائتلاف المعارضة السورية.