بهرتني قصة إنقاذ عمال المناجم ب»تشيلي«.. »33« عاملا قضوا 96 يوماً علي بعد 007 متر تحت سطح الأرض متشبثين بالحياة! قصة سينمائية لفيلم مثير، تحمل كل الأبعاد الإنسانية. قائد المنجم، ورئيس الوردية الذي اتخذ دوره تلقائيا بعدما حدث الهبوط الأرضي، وأدرك أنه ومرءوسيه من العمال محبوسين علي بعد 007 متر من سطح الأرض إلي أن تحدث معجزة، ويعودوا إلي الحياة! أمسك القائد بنظام المنجم المحاصر. حسب الزاد من طعام وماء. كان يعطي كل عامل ملعقتين صغيرتين من التونة كل يومين ليبقي الجميع علي قيد الحياة لأطول فترة ممكنة، ربما تأتي المعجزة، ويخرجون من باطن الأرض أحياء من جديد! اجتذبت قصة الإنقاذ الذي تم بتخطيط عالي المستوي، وصبر وإيمان عميق نحو 0051 صحفي من أنحاء العالم. وقفوا بكاميراتهم يصورون ويرصدون تلك المشاهد الإنسانية الفريدة. وتابع المشاهدون في العالم كله تفاصيل عملية إخراج العمال عن طريق كبسولة خاصة لا يزيد محيطها عن عرض كتفي الرجل، وتستغرق رحلتها إلي الحرية 51 دقيقة عبر صخور من عمق 007 متر! آخر من ركب الكبسولة بعد أن خرج الجميع سالمين بمعجزة إلهية كبري كان لوريس أورزوا 45 عاماً رئيس نوبة العمل وقت انهيار منجم »سان خوسيه« للذهب. وكان مشهداً مؤثراً عندما فتح عمال الإنقاذ باب الكبسولة، وعانقوا أورزوا الذي أصر علي أنه لن يغادر النفق حتي يتم إجلاء جميع العمال الآخرين بسلام. إنها صفات القائد الحقيقي الذي يشعر بمسئولية حقيقية عن كل رعاياه.. وهذه المسئولية مكلفة، وتتطلب من القائد الكثير من التضحيات والشجاعة. لقد حقق الله معجزة إلهية في منجم »سان خوسيه« بشيلي.. وتجلي في أحداث تلك المعجزة القدرات الهائلة الكامنة داخل الإنسان. والتي تتفجر بصورة مذهلة في لحظات الخطر والفناء!
همسة: حزن الشعب المصري علي خسارة الأهلي أمام الترجي التونسي حزنًا مشروعًا، بشرط أن تكون هذه الهزيمة وخزة عميقة توقظ مشاعر التحدي لدي الأهلي وتدفعه لأن يعيد ترتيب أوراقه واستعادة عناصر قوته وأهمها التخطيط الدقيق والتدريب الذكي الذي يستند إلي فكر. »هارد لك« للأهلي وتمنياتي أن تكون الخسارة الموجعة بداية لاستفاقة جديدة يشهدها الفريق العريق.