جلال عارف منذ البداية نبهنا إلي أن الإرهاب لن ينتصر علي سيناء وحدها، بل سيضرب في عمق الوطن.. وها هي الخلايا التي سقطت تكشف عن عمق تغلغل الإرهاب وامتلاكه للسلاح المتقدم والتمويل الكافي.. ولا شك أن ما خفي أكبر بكثير مما تم كشفه. ومنذ البداية قلنا إننا لن نستطيع محاربة الإرهاب في سيناء وظهورنا مكشوفة، حيث رايات الإرهابيين السوداء ترتفع في الميادين، ومنابر المساجد تُغتصب وتُستغل لتكفير المجتمع، وحيث يتم العفو عن القتلة، ويتم شراء تأييدهم ومنحهم كل الفرص لنشر تفكيرهم المتطرف وخداع الشباب وتجنيدهم في عصاباتهم الإرهابية. ومنذ البداية قلنا إنه من غير المعقول ولا المقبول أن نطالب أبناءنا بالدخول في هذه الحرب المقدسة لاجتثاث الإرهاب واسترداد السيطرة علي سيناء ومنع امتداد هذا الإرهاب الأسود إلي قلب الوطن، بينما صدورهم عارية وأسلحتهم لا تُقارن بسلاح الإرهابيين المتطور، والقيود التي فرضتها المعاهدة مع إسرائيل تجعل أيديهم مغلولة وقدرتهم علي حسم المعركة تتراجع. لقد أدت هذه السياسة إلي الوضع الكارثي الذي نعيش فيه الآن، حيث سيناء مهددة بالضياع، وخلايا الإرهاب ستتمدد من القاهرة للإسكندرية إلي باقي أنحاء البلاد.. وبدون تغيير حقيقي في هذه السياسات فإن الكارثة ستكتمل، ليس فقط في سيناء، بل في الوطن كله!! فلم يعد ممكنا أن نخوض حربا ضد الإرهابيين في سيناء، ثم نعقد الصفقات معهم في القاهرة علي حساب أمن الوطن الذي أصبح مهددا كما لم يحدث من قبل!! ولم يعد ممكناً أن يُقتل أبناؤنا في سيناء، وأن تتحول إلي قاعدة للإرهاب الموجه ضد الوطن وليس ضد العدو.. ثم يستمر الموقف الذي سبق أن أعلنه المتحدث باسم الرئاسة بأنه لا حاجة لتعديل المعاهدة مع إسرائيل!! ولم يعد ممكنا التعامل مع الإرهابيين الذين يقتلون أبناءنا في سيناء علي أنهم »أبناؤنا الذين يفكرون خطأ، وإن كان لديهم الإخلاص«، كما خاطبهم الرئيس مرسي، فكان ردهم المزيد من القتل والمزيد من الإرهاب!! إما أن نكون جادين في إنقاذ الوطن واستعادة سيناء، أو »للمخلصين ألف سلام«.. ولنا ولكم خالص العزاء!!