هموم سيناء تفجرت بعد أن كانت شبه كامنه مع حادث رفح الذي راح ضحيته16 ضابطا وجنديا في شهر رمضان الماضي, وما تبع ذلك من عمليات عسكرية لتطهير أرض الفيروز من العناصر الخارجة عن القانون. اللواء ممدوح عطية الخبير العسكري يستعرض في هذا الحوار الحالة الأمنية في سيناء, وطرق السيطرة عليها. لماذا إنفجر الوضع بهذا الشكل الذي هز المشاعر في سيناء؟ لسببين: الأول: تدفق السلاح لمصر خلال فترة انشغال القوات المسلحة جزئيا خارج مهامها في تأمين الثورة ونقل السلطة لرئيس منتخب.. إضافة لانفجار الثورة الليبية علي الحدود الغربية وفتح مخازن جيشها لتهريب كميات من الأسلحة والذخيرة لم تقتصر علي البنادق والرشاشات بل وصلت لاسلحة مضاده.. للدبابات والطائرات. والحدود الجنوبية أيضا شهدت تجارة اسلحة مهربه من بعض العناصر الموجودة في شمال السودان. هناك تدفق سلاح من3 جهات, ولكن لماذا يوجه لصدور رجال من القوات المسلحة بالذات؟ ومن سيناء؟؟ دائما: حوادث الإرهاب الذي تصفه أمريكا بالعنقودي.. لاتقصد كما.. ولكنها تقصد نوعا من الإرهاب المفزع, ولأن سيناء منطقة حدود مفتوحة تم اختيارها لافزاع المجتمع المصري منها. هل نجحت العملية نسر في تحقيق أهدافها؟ ليست اسمها نسر ولا صقر.. فنحن ليس لدينا عمليات حربية في سيناء لأن هناك إتفاقية بتسوية سلمية تحترمها مصر ولكن العملية هي تمشيط المنطقة من خلايا ارهابية تسكن في أوكار ومغارات ولديها من المعرفة بجغرافية المكان ومن السلاح ما يحتاج للمتابعة وللمقاومة وتلك أصعب الحروب وعليه فإن العملية قد حققت نتائج جيدة كبداية لأن البدايات فيها أصعب وخصوصا وهي تراعي في عملها بعد سيادة القانون حيث تتسلم الشرطة العناصر التي يقبض عليها في التمشيط ليتم التحقيق مهم. وجهات التحقيق هي المنوطة بها معرفة هؤلاء ولمن ينتقمون والخلايا التابعين لها. وصفت بعض وسائل الاعلام جبل الحلال بتورا يورا فلماذا؟ هذا نوع من التهويل من بعض المغرضين.. ورجال الجيش المصري يعرفون المكان كما يعرفون أكفهم لأنهم حاربوا فيه ولكن دائما البدايات صعبة وتحتاج إلي جهد والمنطقة صحراوية ومفتوحة وعدد الجنود محدد جدا وعليه فيجب إعادة النظر في ملحق إتفاقية كامب ديفيد من أجل تحقيق الأمن في سيناء. وما هو ترتيب وسائل ذلك من وجهة نظرك؟ لمصلحة الأمن الإسرائيلي قبل المصري يجب أن يتم تعديل إتفاقية كامب ديفيد في المنطقتين( ب, وج) بسيناء فإخلاء المنطقة وتركها مفتوحة ركز فيها الإرهاب وأضيف لهم عدد من الجهاديين العائدين من أفغانستان. وهل لما حدث قبول أو دعم أو مساعدة من جانب أبناء سيناء؟ لم يثبت علي مدي التاريخ ضعف انتماء أو خيانة لأبناء سيناء علي أرض هذا الوطن. وهل النتيجة الحالية معناها أن الاحتلال يؤكد الانتماء بينما السيطرة المصرية علي الأرض تمثل الانفلات كما هو حادث؟! تتعدد الأسباب أيضا ويجب الفهم فمنذ أبريل عام1982 وانتهاء الاحتلال لسيناء بموجب اتفاقية كامب ديفيد تسلمت الشرطة المصرية زمام الأمن بمنطقة حدودية خطيرة دون سابق خبرة, وانسحب الجيش منها, وبعد تفجيرات طابا ومع وجود قانون الطواريء اعتقل6 آلاف شخص ظلما من أبناء سيناء, وبتكرار الاعتقال السياسي والجنائي وامتلاء السجون والمعتقلات بأبرياء أصبحوا بين مسجون وهارب وفي نفس الوقت تعامل معهم القيادات الأمنية مع خارجين حقيقيين علي القانون من مهربي الأسلحة والمخدرات بل ومشاركة بعضهم في تجارة الأنفاق وكثرة السلاح. وعندما يتعانق الفساد والظلم تولد الفوضي. وهناك سبب أعمق في الخلفية هو أنه بالرغم من ارتباط إسرائيل مع مصر بمعاهدات سلام دوليه ومن خصائص مصر الحضارية الالتزام بقواعد هذه المعاهدات فإن اسرائيل لاتكف عن ادخال الجواسيس واختراق وزعزعة الأمن وخصوصا في حالات الاحتقان الأمني بتسويق فكرة الدويلة المجاورة. وأنا كخبير عسكري أؤكد لهم أن هذا لن يحدث إلا مع آخر جندي, وأنه لم ولن يولد في مصر لأن سيناء أرض مصرية وستظل ذات سيادة مصرية. إلي ماشاء الله. ألا تري أنه ليس الأمن وحده هو السبب ولكن إهمال الوزارات السابقة للتنمية الحقيقية لسيناء فهناك مئات المشروعات في التنمية؟ نعم نتيجة لإهمال الحكومات السابقة لاتمام مشاريع التنمية والاعمار وسحب خطة تنمية سيناء( المشروع القومي) أدي لبطالة لم يعرفها المجتمع السيناوي فدفع البعض لاحتراف تهريب الروسيات, والأفارقة والبضائع.. المشروعة وغير المشروعة والأسلحة والمعدات المؤدية بدورها لزيادة الأموال غير المشروعة التي توحشت للدفاع عن عدم مشروعيتها بقلب موازين الأمن والأمان لمن يحتاجون من أبناء سيناء المخلصين للعمل وللتنمية.