»إقصاء الكاتب أو الصحفي لبلوغه الستين، هو اجراء غير إنساني، وهو بمثابة حكم بالاعدام« الجمعة: لا أعرف لماذا يتعامل المجلس الأعلي للصحافة، وهو يضم بين اعضائه اساتذة كبارا من الصحفيين ومشاهير الكتاب، بهذا الاسلوب الغريب، مع حملة الاقلام واصحاب الرأي فوق الستين، لماذا لم يرتفع صوت واحد في المجلس ليقول لا لاعدام هؤلاء الصحفيين باحالتهم الي المعاش، وتبديد هذه الثروة الفكرية والادبية، واذا كانت هذه الإجراءات تتم استنادا لقانون صدر سنة 0791 في آخر عهد الرئيس عبدالناصر الذي شهد ابشع مذابح الصحافة، وقصف الاقلام، فقد آن الأوان لكي يتغير هذا القانون، بقانون جديد يسمح للمبدعين والمفكرين من الكتاب الاستمرار في العطاء حتي آخر نبضة في قلوبهم، وبهذا نكون في سبيلنا حقا لتطبيق روح الثورة ومبادئها. ان التوقف عن العمل في سن معينة.. أو تحديد سن للتقاعد بالنسبة للكتاب والصحفيين هو شيء قاتل، والكاتب او الصحفي مهما تكن سنه يجب الا يمنع من العمل.. وان التقاعد لا يجب ان يكون بسبب بلوغ سن معينة، بل بسبب عجز في الجسم عن اداء العمل. واقصاء الكاتب عن العمل لبلوغه الستين هو إجراء لا انساني.. وهو بمثابة حكم بالاعدام.. فالبقاء بدون عمل وما يترتب عليه من كسل وحالة نفسية يقتل المتقدمين في السن.. ولو ان كل انسان مضي في عمله دون ان يلتفت الي عمره ما دام قادرا علي العمل لعاش عمرا أطول لأن الحياة اذا فرغت من العمل والنشاط وانعدمت فيها الحركة فلابد حينئذ ان يحل السكون والجمود، والموت هو آخر مرحلة من مراحل السكون. وقد اكد العلماء ان الصحة العقلية لا يتوقف نموها وتقدمها عند سن الستين، بل انها تتقدم مع استمرار النشاط الذهني بعد هذه السن، ولو قارنا بين النشاط الذهني للكاتب أو الصحفي ابن الخامسة والثلاثين وابن الثمانين لوجدناه واحدا عدا شيء من الكسل يطرأ علي الانسان في سن الثمانين. ولعله من فعل الوهم والتأثيرات الموروثة التي تجعل الانسان في هذه السن المتقدمة يميل الي الكسل. ولسنا في حاجة الي ان نذكر العباقرة الذين نبغوا واتقنوا في انتاجهم بعد الثمانين.. ويكفي ان نذكر منهم برنارد شو وتوسكانين وايشتين. اننا في مصر نضيع ثروة هائلة من الكفاءة والخبرة والمعرفة والحكمة بأحالة من بلغوا الستين الي المعاش من حملة الاقلام واصحاب الرأي والفكر. والاصرار علي عدم مد خدمتهم أو تجديدها وذلك بحجة افساح الطريق أمام غيرهم من الشباب ولا اعتراض لنا علي ذلك. ولكن من واجبنا ايضا ان نبحث عن وسيلة لكي نستفيد من هؤلاء الذين تقدموا في السن.. ونعطيم الدور الذي يتناسب مع تاريخهم وحكمتهم وخبرتهم وابداعهم.. خاصة ونحن مانزال في كفاح مستمر من اجل الحرية والديمقراطية وحياة أفضل لكل المصريين وبلادنا في هذه المرحلة تحتاج لآراء وافكار هذه النخبة المبدعة. قسوة الآباء والأمهات! السبت: تصلني بين وقت وآخر رسائل من شبان يشكون فيها من آلامهم ومتاعبهم في الحياة ويقول أحد هؤلاء الشبان إن والده يقسو عليه ويسيء معاملته ويتمادي في تحقيره، فهو يجبره أن يحمل وعاء كل صباح ويخرج إلي الشارع ليشتري الفول، ويقول إنه ما كان يعترض علي ذلك لو أنه صغير السن، ولكنه طالب جامعي، وكثيراً ما يقابله زملاؤه فيتولاه الخجل. هذا الشاب الذي يشكو من معاملة أبيه ليس وحده بل هناك كثيرون غيره، وهؤلاء الآباء لا يكرهون أبناءهم، بل لعلهم أشد عطفاً عليهم وحباً لهم من سواهم، إنما هم يعاملونهم هكذا ظناً منهم أن المعاملة القاسية تخلق الرجال، وأنا أعرف شاباً بلغ الثلاثين من عمره ويشغل الآن منصباً كبيراً ولكنه لا يستطيع أن يدخن سيجارة أمام والده..!! إنني لا أدعو مطلقاً إلي التمرد علي الآباء، ولكني أدعو إلي أن يكون للابن شخصيته بجوار أبيه ولا شك أن قلق الشباب وحيرتهم اليوم وهم يبحثون عن وظيفة، وهلعهم من المستقبل، وخوفهم من مواجهة الحياة، بعض رواسب التربية القديمة التي نشأ عليها الآباء وانتقلت إلي الأبناء، والحمد لله أن هذه الظاهرة بدأت تتلاشي من مجتمعنا، وأصبح شبابنا يعتزون بشخصيتهم، وكرامتهم ما عدا القليلين الذين مازالوا يقعون تحت سيطرة الآباء والأمهات! أعرب شاباً اختير للسفر في بعثة إلي الخارج لذكائه وتفوقه، ولكن أمه وقفت في طريقه، فحولت المستقبل الزاهر الذي كان ينتظره إلي إحباط، قالت له إنها سوف تقتل نفسها إذا سافر، وخضع الابن لإرادة أمه واحترم عواطفها وبقي في مصر، وسافر أقرانه وهم اليوم يشغلون أكبر المناصب! في أوروبا لا يمانع الأب في أن يغترب ابنه عنه وهو في الثامنة عشرة في بلاد أخري، تبعد عنه آلاف الأميال، أما في مصر فلا يطاوع الأب قلبه أن يترك ابنه يذهب إلي جامعة في محافظة أخري لا تبعد عنه كثيراً، ويحاول بكل جهده أن ينقله إلي جامعة تكون علي مقربة منه!! إن عواطف الآباء والأمهات في مصر غريبة، هي خليط من القسوة والعطف، وهدفهم أن يكون الابن في النهاية رجلاً ولا يفطنون أن الرجولة لا تجيء إلا بالاعتماد علي النفس، واستقلال الشخصية والإحساس بالحرية! اليوم عيد الحب! الأحد: اليوم 4 نوفمبر عيد الحب.. كل سنة وأنت علي حب.. في هذا اليوم حاول أن تنسي نفسك، وتتخلي عن ذاتك، وتتذكر الذين هم في حاجة إلي مساعدتك.. تذكر المرضي الذين يحتاجون إلي الدواء، ولكنهم لا يملكون المال، تذكر الفقراء الذين لا يجدون الغطاء ليقيهم برد الشتاء، تذكر الأرامل والمسنين الذين فقدوا القدرة علي العمل ولا مورد لهم، تذكر احتياجاتهم الضرورية، تذكر المعوقين الذين فقدوا الأمل في الحياة ولم يبق لهم سوي الحزن والأسي والدموع، تذكر الأطفال التيامي الذين لم يعرفوا الحب والحنان ويواجهون الحياة وحدهم بقلوب ملأها الخوف والقلق، تذكر المظلومين الذين ضاعت حقوقهم بسبب فقرهم وضعفهم. إن الابتسامة الحلوة، واليد الحانية، واللفتة الكريمة، قد تزيل عن نفوس هؤلاء هموم الدنيا، إن المال ليس هو كل شيء! حاول في عيد الحب إذا كنت لا تملك المال أن توزع الابتسام، وتنشر الحنان، وتجفف الدموع، وتخفف الآلام، حاول أن تعيد الفرحة إلي الوجوه الحزينة، والسعادة إلي النفوس البائسة، والأمل إلي القلوب اليائسة.. إن كلمة الحب لها مفعول السحر، أحياناً تكون أثمن من المال، وأعظم من أي متعة في الحياة، قد تغني الإنسان عن الطعام والشراب، وتشفيه من المرض والداء، وتعيد إليه الصحة دون علاج أو دواء! في عيد الحب تذكر زملاءك في الدراسة، وأصحاب الفضل عليك، اتصل بهم وقل لهم كلمة حب.. في عيد الحب تذكر أعزاءك وأحباءك الذين فقدتهم، لا تتردد في زيارتهم في مثواهم الأخير، وفي يدك وردة أو غصن أخضر، اقرأ الفاتحة علي أرواحهم، وادع الله أن يغفر ذنوبهم. في هذا اليوم حاول أن تعيش بالحب وللحب، سوف تشعر أن روحك قد تطهرت من كل الذنوب، وأنك ترتفع عن الأرض، وتعيش في السماء مع الملائكة والأبرار والقديسين، لا تنس في هذا اليوم أن تقرأ الفاتحة لصاحب الفضل في عيد الحب الكاتب الكبير مصطفي أمين، لقد كان يؤمن »ان الحب يصنع المعجزات«. الطير الطليق! الاثنين: هي: حسبتك سعيداً في حياتك!! هو: السعادة ليست هي المظهر!! هي: أنت لا تكف عن الضحك.. والمداعبة.. هو: هذا هو الجزء الظاهر مني.. هي: والجزء الخفي..؟ هو: إنه أنا.. أنا نفسي.. هي: ليتني أعرفه.. حدثني عنه.. هو: لا يهمك في شيء!! هي: بل يهمني كثيراً! هو: أحياناً أتمني أن تنهمر دموعي.. أن أبكي من أعماقي!! هي: هل أنت متزوج؟ هو »ساخراً«: متزوج وغير متزوج!! هي: فزورة؟؟ هو: بل حقيقة!! هي: كيف تكون متزوجاً وأعزب في نفس الوقت؟؟ هو: لم أوفق في زواجي.. وأعيش في شبه عزلة!! هي: طير طليق!! هو: الطير الطليق لابد أن تتعب أجنحته.. ويأوي إلي صدر حنون يمنحه العطف والحب وأنا لا أجد هذا الصدر الحنون! هي: هل تزوجتما عن حب؟؟ هو: كانت قصة غرام طويلة.. هي: أما زلت تحبها؟ هو: جعلتني أكفر بالحب!! هي: قد يكون الخطأ منك؟ هو: أنا رجل مسالم.. أنشد الاستقرار والهدوء.. هي: وزوجتك؟؟ هو: امرأة عدوانية تثير أعصابي في كل لحظة!! هي: كم مضي علي زواجكما؟؟ هو: ثلاث سنوات! هي: هل هذا ممكن؟؟ هو: كل شيء في الدنيا ممكن!! هي: وهل يموت الحب بهذه السهولة؟ هو: الحب مثل أي كائن حي.. كما يخلق يموت!! هي: لماذا لا تتركها؟ هو: لم أفقد الأمل في أن ينصلح حالها يوماً.. هي: ومتي يأتي هذا اليوم؟؟ هو: لا أعرف، سوف أستمر في عزلتي!! هي: ألا تسأم هذه الحياة؟ هو: لا أملك غيرها!! ولمحت في عينيه وهي تودعه دمعة حبيسة!