مما لاشك فيه ان تقدم الامم يقاس دائما بالتقدم العلمي ولا تقدم علمي دون بحث علمي منظم وموجه ودقيق يتعامل بمنتهي الحرفية والكفاءة مع مشكلات المجتمع، ولقد قدمت مصر للعالم الكثير والكثير من الاسهامات العلمية المتميزة علي مدي عصور شتي وفي جميع المجالات. ولقد سعدت وشرفت كثيرا عندما اتيحت لي الفرصة لحضور احتفالية رائعة بمدينة الاسكندرية بناء علي دعوة من احد رعاة العلم والثقافة الدكتور حسن عباس حلمي وهو من كبار الداعمين لمدينة زويل للعلوم وذلك بحضور العالم والصديق الدكتور احمد زويل ومن منطلق الحرص علي مزيد من النجاح لهذه البداية العملاقة لمشروع نهضة علمية حقيقية أسجل بعض الملاحظات التي ارجو ان تؤخذ بعين الاعتبار وهي: لقد قامت المدينة باستقدام اربعة من العلماء المصريين المشهود لهم بالكفاءة العلمية من خارج مصر، ولاشك ان هذا توجه محمود من الدكتور زويل وبالاضافة الي ذلك ارجو التفكير في ارسال باحثين في منح يشرف عليها الدكتور زويل نفسه الي جامعات الولاياتالمتحدةالامريكية وذلك في تخصصات محددة بهدف تكوين مدرسة علمية مصرية، علي سبيل المثال، علوم الاسكندرية التي تخرج فيها دكتور زويل وبدأنا نحن جميعا كأطباء بشريين، واسنان وصيادلة من خلال قضاء سنة اعدادي في كلية العلوم وكانت سنة فاصلة في بدايات حياتنا العلمية تعلمنا كما تعلم الدكتور زويل علي يد اساتذة شوامخ في كلية العلوم ومنهم الحاصلون علي اعلي الشهادات في العلوم وشهادة DSC، وكذلك من سائر كليات العلوم في جميع الجامعات المصرية وبذلك يتحقق تكوين مدرسة علمية تحسب للدكتور زويل ريادته لمدرسة علمية مصرية تنهل العلم في المراكز العلمية المتقدمة في الولاياتالمتحدةالامريكية وهنا يتحقق الاستقدام من الخارج والارسال من الداخل. كما ارجو ازالة بعض الغموض علي اهداف المدينة حتي يتم التواصل بين المديرية والجامعات والمراكز العلمية المتخصصة من خلال وسائل الاتصال الحديثة، بالاضافة الي الاتصال المباشر مع تلك الجامعات. والملاحظة الثانية حيث يري الدكتور زويل ان المدينة العلمية ستقوم بعمل ابحاث في المجال الطبي خصوصا علي الامراض المتوطنة بمصر مثل مرض السكر والفيروسات الكبدية، وهنا نري انه لابد عند القيام بمثل هذه الابحاث من الاستعانة بأساتذة الطب في مثل هذه التخصصات لانهم سوف يكونون الاقدر علي تحديد المشكلة وتوصيف ابعادها بل والتقييم المبدئي لبعض الحلول البحثية المقترحة. واود ان اشير هنا الي مثالين في منتهي الاهمية ناتجين عن »ابحاث النانو تكنولوجيا« حيث انتجت تقنيات النانو تكنولوجي الحديثة اجهزة متناهية الدقة تقوم بعمل كرات الدم الحمراء في نقل الاكسجين وتوصيله لخلايا الجسم وتعود بغاز ثاني اكسيد الكربون لتتخلص منه، وقدر العلماء انه بضعة ميلي مترات من سائل يحتوي علي خلايا SPIROCYTES يمكن ان تقوم بعملية تبادل الغازات بكفاءة عالية حتي لو توقف القلب والدورة الدموية عن العمل، حيث تقوم هذه الخلايا محل اجهزة التنفس الصناعي في العناية المركزة لانقاذ مرضي الفشل التنفسي بدون مضاعفات وبأقل تكلفة واقصر وقت ممكن، والمذهل ايضا اكتشاف كرات دم بيضاء MICROBIVORE التي تقضي تماما علي الميكروبات والفيروسات والفطريات، الشيء الذي ارجو ان تقوم مدينة زويل العلمية بدراسته وابلاغنا بمدي تطبيقه العلمي في مصر. واخيرا اود ان احيي ذلك الجهد العظيم للعالم الكبير الدكتور احمد زويل وادعو الله ان يكتب لمصر كل التقدم والرقي في جميع المجالات.