علاء عبدالهادى النبي تبسم.. يا ارض اتهدي ما عليكي قدي.. أموووت أنا.. كانت هذه هي وسيلة ابن البلد في معاكسة فتاة استلطفها وكانت هي ترد عليه بكلمة »يا ِسم« واذا زودها كان يجد العشرات من ولاد البلد الجدعان الذين لا يرضون بالعيب يتصدون له ويلقنونه درسا قاسيا.. ولم يجد الفنان الراحل محمد رشدي حرجا في ان ينادي حبيبته ويطلب منها ان »تمشي بحنية ليقوم زلزال«.. ورحل رشدي وقام زلزال التحرش في مصر، واصبح التحرش باللسان وبمد الايدي والاختطاف والاعتداء. الاحصاءات الدولية وضعت مصر بلد الازهر، والكنيسة المرقسية علي رأس قائمة الدول الاكثر تحرشا.. ويصل العار الي اقسي مداه عندما نعرف ان شركات السياحة تدرب السائحات القادمات الي مصر علي اساليب التعامل مع المتحرشين المصريين، وتعطي النصائح لتجنب ذلك. تحولت الاعياد في السنوات الاخيرة الي موسم للمتحرشين الذين ينطلقون الي اماكن الاحتفالات في الميادين والحدائق العامة والشوارع مثل الكلاب الضالة المسعورة ينهشون جسد أي »تاء تأنيث« يتحرشون بالكلمة، وبالاشارة، فان لم تستجب فهناك شد الذراع أو لمس الجسد من أية منطقة.. ليس لديهم خطوط حمراء. ماذا ستفعل وزارة الداخلية مع أمر تحول الي ظاهرة، أجهزتها ضبطت في أيام العيد 407 حالات تحرش لفظي، و32 حالة تحرش جنسي صريح وبكل فخر تصدرت القاهرة المشهد. الامر بالتأكيد له علاقة بقنبلة اطفال الشوارع التي انفجرت منذ سنوات في شوارع مصر، وله علاقة ايضا بزيادة معدلات الفقر، والعشوائيات. أين كل أحزاب المرجعيات الدينية من الظاهرة أم أنهم يدفنون رؤوسهم في الرمال؟!